د.أسامة الغزالى حرب
تحدثت أمس عن الزيارة التى قمت بها مع وفد من "المصريين الأحرار" إلى موقع العمل فى حفر"قناة السويس الجديدة" يوم الثلاثاء الماضى (16/12) وقلت فى نهاية حديثى "أما المايسترو لذلك العمل لكبير ، الفريق مهاب مميش فهو وحده حكاية كبيرة تستحق حديثا خاصا".
والحقيقة أن الفريق مميش يجسد ذلك النموذج لضباط الجيش المصرى الكبار الذين لمعت أسماؤهم واقترنت بأدوار وبطولات لا تنسي. لقد ارتبط الفريق مميش بدورين متواليين: قيادة القوات البحرية، ثم إدارة قناة السويس، وها هو الآن يشرف على شق قناة السويس الجديدة. وعندما ذهبنا للزيارة قابلنا الفريق مرحبا ومعطيا لنا الانطباع بمزيج من الانضباط العسكرى والكفاية فى الأداء والوعى العميق بكل دقائق ومتطلبات نجاح العمل الذى يشرف عليه. قلت له إننى أتذكر جيدا اسم المهندس محمود يونس الذى ارتبط بخطة تأميم قناة السويس عام 1956 قال "هناك أيضا د. محمد حلمى بهجت، ومشهور أحمد مشهور والمهندس محمد عزت فاضل والفريق البحرى محمد على فاضل، وأنا رقم ستة!". تركنا الفريق للزيارة الميدانية ثم استقبلنا فى القاعة المخصصة لشرح المشروع على شاشة كبيرة مزدوجة: فقناة السويس تشهد يوميا عبور قافلة واحدة من الجنوب و قافلتين من الشمال، قافلة الشمال تدخل القناة من بور سعيد وتصل إلى البحيرات الكبرى لتنتظر فيها حتى مرور قافلة الجنوب القادمة من السويس متجهة مباشرة إلى بور سعيد فالبحر المتوسط، ثم يبدأ مرور قافلة الشمال الثانية لتصل للبحيرات وتنتظر لمدة ثمان إلى عشر ساعات فى انتظار مرور قافلة الجنوب إلى بور سعيد.. وهكذا، ولكن حفر القناة الجديدة سيحل هذه المشكلات ليس فقط بسماح مرور السفن فى كلا الاتجاهين، و تقليل فترة العبور من 18 إلى 11 ساعة ، و إنما أيضا بتعميق مجرى القناة بما يسمح بمرور السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير. ويعنى ذلك رفع عدد السفن العابرة 49 سفينة يوميا إلى 97 وزيادة العائد بما يقرب من 260% كرر الفريق شرحه المفعم بالثقة لنغادر الإسماعيلية بجرعة كبيرة من التفاؤل و الأمل والاطمئنان، مادام كان لدينا هذا الطراز من الرجال!