توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هموم زكريا !

  مصر اليوم -

هموم زكريا

د.أسامة الغزالى حرب

فى إحدى مقالاته أخيرا عن ثورة 25 يناير تساءل الأستاذ الدكتور سعد الدين إبراهيم، لماذا ينكر أسامة الغزالى حرب صفة «الثورة» عن 25 يناير، ويعتبر أنها «انتفاضة» وليست ثورة؟ وأنا هنا أقول له لأنها- أى 25 يناير- ادت إلى مجرد تغيير نظام الحكم، اما الثورة فتعنى حدوث تغيير جذرى وسريع وشامل فى الدولة والمجتمع، ففرنسا بعد الثورة لم تعد كما كانت قبلها، وروسيا بعد ثورتها فى 1917 اختلفت جذريا عن حالتها قبلها، بل وايضا إيران أخيرا تغيرت جذريا عما كانت قبل ثورتها فى 1979....إلخ ولكن ليس ذلك هوالحال فى مصر بعد 25 يناير و30 يونيو، نعم حدث تغيير سياسى يمكن رصده وتحديده، ولكن مصر للاسف لاتزال كما هي! إننى أكتب هذه الكلمات من قرية الصحفيين على الساحل الشمالى، حيث يوجد مجموعة من العمال الأكفاء من بينهم «كهربائي» القرية زكريا عمر الذى لفت نظرى له شطارته وأدبه ونشاطه، وإليكم حديث جرى لى معه! إنه من قرية اسمها «عزبة الخطيب» تابعة لمركز شبراخيت بالبحيرة، سألته هل توجد مياه نقية بالقرية؟ لا، المواسير موجودة ولكنها خالية دائما، ونحصل على المياه فقط بالطلمبات! وهل يوجد صرف صحي؟ لا، هناك أبيار تكسح كل فترة.والطرق؟ لا يوجد اى طريق مرصوف. والمدارس؟ توجد ولكن لا احد يتعلم بها، هناك فقط الدروس الخصوصية. كم تصرف على الدروس؟ لدى ولد فى أولى صنايع يأخذ دروسا بـ200 جنيه والبنت بـ175 شهريا. والعلاج؟ توجد وحدة صحية مهملة تقدم فقط الاسبرين والمستشفى على بعد 5 كيلو. هل هناك بطالة، نعم ومنتشرة بشدة. ولكن كيف أفلت أنت من هذا المصير يازكريا؟ أنا حاصل على الإعدادية وجندت فى الجيش، وفى الجيش تعلمت مهنة الكهرباء. هل تصل صحف للبلد؟ لا، إطلاقا. التليفزيون هوالمصدر الأساسى للأخبار وللتسلية، اما الشباب فتعلموا الدخول على الإنترنت من خلال الموبايلات. هذه هى أحوال قرية على بعد 30 كيلومن دمنهور(التى توجد لها دار للأوبرا!) وعلى بعد 70 كيلو(أى مسافة ساعة على الأكثر) من الإسكندرية. هل حدثت فى مصر ثورة؟ طبعا لا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هموم زكريا هموم زكريا



GMT 09:01 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مقاهي الأنس

GMT 08:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 08:35 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

GMT 08:31 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«دويتشلاند» السرية والردع النووي الروسي

GMT 08:29 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الشماتة فى الأوطان

GMT 08:25 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تفقد إفريقيا

GMT 08:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 08:17 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

لو يُبادر المفتى

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon