بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم هو الثالث والعشرون من يوليو 2018 الذى يشير إلى الذكرى السادسة والستين لقيام ثورة 23 يوليو فى مصر، فى مثل هذا اليوم من عام 1952. هل هناك جديد يمكن قوله فى هذه المناسبة؟.. يمكننا أن نتحدث عن أسباب قيام الثورة، وعما حققته من منجزات وعما ارتكبته من أخطاء... وهى كلها أصبحت مسائل أو قضايا مسلما بها، أو على الأقل متعارفا عليها، ولكن المغزى الأساسى لثورة يوليو فى تقديرى كان ولا يزال هو ما يتعلق بالدور الحاسم الذى لعبه ويلعبه الجيش فى الحياة السياسية المصرية، ولن أستدعى هنا التاريخ الفرعونى القديم، الذى كان فيه دائما فرعون مصر هو قائد جيشها، ولا تاريخنا فى العصور الوسيطة الذى ارتبطت فيه مكانة مصر بقوتها العسكرية، ودحر جيشها للصليبيين والمغول...إلخ وإنما فقط أذكر بحقيقة أنه عندما شرع محمد على فى بناء مصر الحديثة، أدرك بذكائه الثاقب المكانة المركزية للجيش فى حياة مصروسياستها الخارجية..، الأمر الذى جعل تقليص وتحجيم الجيش المصرى مطلبا أساسيا للقوى الأوروبية المتربصة بمصر فى ذلك الحين.
وفى مواجهة التدخل الأجنبى فى شئون مصر، وكذلك النفوذ التركى فى الجيش المصرى قامت الثورة العرابية فى 1881-1882 معبرة عن المشاعر الوطنية لضباط الجيش المصرى...هذه كلها حقائق تاريخية مسلم بها..، ولكن السؤال الذى أثيره هنا: هل أدى قيام ثورة مصر القومية فى عام 1919 إلى بلورة قوى مدنية، تجسدها أحزاب سياسية قوية و فاعلة، خاصة مع وجود تاريخ حزبى يعود إلى بدايات القرن، ثم مع نشأة الوفد كحزب جماهيرى كبير قاد حركة الاستقلال...أقول، هل أدى هذا كله إلى إلى تكريس قوى حزبية مدنية قوية تشكل نظاما ديمقراطيا تعدديا حديثا، أم أن هذا النظام المدنى كان لا يزال هشا قابلا بالإطاحة به؟ لقد أثبتت ثورة يوليو أن ذلك النظام كان لايزال هشا، وأن الجيش استمر باعتباره القوة «السياسية» الأكثر فاعلية وحضورا... وكل عام وأنتم بخير!
نقلا عن الأهرام القاهريه
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع