بقلم-د.أسامة الغزالي حرب
أنتمى إلى جيل ارتبطت- فى شبابه الباكر- العلاقات المصرية الإثيوبية بالعلاقة الخاصة بين جمال عبد الناصر وبين هيلاسيلاسى امبراطور إثيوبيا. كان عبد الناصر قائدا ثوريا شابا، وكان هيلاسيلاسى ملكا محافظا فى الستينيات من عمره، ولكن وعى عبد الناصر بالمصالح المصرية فى اثيوبيا ودول حوض النيل، جعله يحرص على هذه العلاقة، وعلى ما يرتبط بها أيضا من العلاقات الخاصة بين الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية والإثيوبية. ولكن السنوات مرت...، وبعد رحيل عبد الناصر المفاجئ فى 1970 بأربع سنوات (فى1974) أطاح الانقلاب العسكرى الشيوعى بقيادة مانجستو هيل ميريام بهيلاسيلاسى ليقيم نظاما ديكتاتوريا عانت اثيوبيا فى ظله من مشكلات عديدة داخلية وخارجية، طوال عقدين ونصف، إلى ان تآكل وسقط مع سقوط الاتحاد السوفيتى عام 1990. وفى مايو 1991 تقدمت قوات «الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الاثيوبية» لتسيطر على أديس ابابا, ويهرب مانجستو إلى زيمبابوى. إن آبى احمد رئيس وزراء إثيوبيا الذى التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسى اول أمس هو الآن رئيس الجبهة الثورية الإثيوبية، وهو ايضا رئيس «المنظمة الديمقراطية لشعب أورومو». ولقد شعرت مثل أى مواطن مصرى- بالارتياح وأنا أشاهد وقائع المؤتمر الصحفى المشترك بين السيسى وآبى أحمد، والذى كان واضحا فيه الكيمياء الإيجابية فى العلاقة بين الرئيسين والتى تسهم فى إعادة بناء الثقة بين البلدين، والذى تعهد فيه آبى أحمد بعدم الإضرار بحصة مصر فى مياه النيل، بل وزيادتها، مع بناء سد النهضة. ويبقى على مصر، وأقصد تحديدا القطاع الخاص المصرى، الإسهام فى المنطقة الصناعية المصرية فى إثيوبيا، خاصة فى مجالات الاستثمار الزراعى والثروة الحيوانية والمزارع السمكية والصحة... وهى المجالات التى ركزت عليها المباحثات، لتكون نموذجا يحتذى للتكامل بين بلدين إفريقيين كبيرين.
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع