بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أنا متحمس للجيل الذى أنتمى إليه! أقصد الجيل الذى انتظم فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، فى المدارس الإعدادية ثم الثانوية، فى ما سمى «فصول المتفوقين» (التى كانت تضم الأربعين الأوائل فى كل منطقة تعليمية)، وكنت بين 1959 و1965 طالبا فيها، بمنطقة شمال القاهرة التعليمية، فى شبرا الإعدادية، ثم فى التوفيقية الثانوية. كان من أبرز زملائنا فى ذلك الفصل الطالب «شريف حسين كامل» الذى تميز بشطارته وذكائه الملحوظ فى الرياضيات. وعندما تخرج من هندسة القاهرة عام 1970 قضى عمره المهنى كله فى مجال تكنولوجيا المعلومات، فى شركة آى سى إل التى اشترتها فيما بعد شركة فوجيتسو اليابانية العملاقة، التى هى بدورها أكبر مزود لخدمات تكنولوجيا المعلومات فى العالم. أسرد هذه المقدمة الطويلة لأقول أننى تلقيت من الصديق العزيز شريف رسالة هذا نصها: «على الرغم من الظروف الصعبة المحيطة بنا، فإننى أحب أن أقدم هنا رأيا فى الشأن الداخلى أحسب أنه مفيد جدا لاقتصادنا القومى وهو باختصار (تكليف البنوك بالاستثمار الصناعى بشكل مباشر) .
البنوك اليوم بها سيولة مالية زائدة غير مستغلة، وهى مؤسسات لها بنية داخلية قوية، وهذا يشكل فرصة ممتازة للاستثمار. المطلوب أن يصدر البنك المركزى توجيهات جديدة، تلغى التوجيهات السابقة ( والتى كانت تحتم التزام البنوك بمهمتها الأصلية كوسيط مالى فقط) وتكليفها بمستهدفات استثمارية فى المجال الصناعى. إننى أعلم أن ذلك سوف يؤدى إلى التأثير السلبى على النتائج المالية للبنوك فى أول سنتين تقريبا، لحين الانتهاء من مراحل الدراسات والتعاقدات والإنشاءات..إلخ. ولكن العائد بعد هذا، سوف يعوض كل ذلك عندما تبدأ مصانع تكلفت المليارات فى الإنتاج. ياجماعة...نريد تكرار تجربة طلعت حرب». هذا هو نص رسالة زميلى وصديقى النابه المهندس شريف حسين كامل ...فما هو رد فعل من يهمهم الأمر فى غرف الصناعة ووزارة الصناعة...؟!.