بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
شرفت وسعدت كثيرا بتلبية دعوة كريمة تلقيتها من سيادة المستشار الجليل عادل عبدالباقى، وزير التنمية الإدارية الأسبق، بصفته رئيسا للجنة الثقافية فى نادى الجزيرة الرياضى بالقاهرة، للحديث يوم الخميس الماضى (19/12) فى ندوة، ترك لى اختيار موضوعها ،سواء كان دوليا، مثل الحرب فى أوكرانيا، أو إقليميا (غزة، السودان، ليبيا، سوريا ..إلخ). غير أننى اخترت أن أتحدث عن مصر، و تحديدا تحت عنوان «المسالة المصرية» (تيمنا بعنوان أحد أهم الكتب عن مصر فى القرن الماضى، الذى ألفه فى عام 1950 الباحث والمفكر المصرى الراحل الكبير «د.صبحى وحيدة» أمين عام اتحاد الصناعات المصرية فى ذلك الحين، بعنوان: «فى أصول المسألة المصرية»). وبالفعل، أعددت ورقة تتضمن أهم القضايا التى أعتقد أنها الأجدر، بإيلاء اهتمام الدولة والمجتمع فى مصر لها اليوم..، وهى ما سميته: محنة التعليم (اى توجهه إلى الطبقية، والتغريب، وازدواج الدينى والمدنى)، والحاجة إلى المزيد من الاهتمام بتوطين الصناعة على نحو مدروس، وضرورة الحد من الاستيراد والإفراط فى الاستهلاك، والتنبيه إلى «فرملة» الاتجاه نحو التفاوت الطبقى المتزايد فى المجتمع المصرى، وتأكيد العلم فى مواجهة مايسمى الفهلوة، والمواجهة الجادة لتحويل الدين من معتقد إيمانى إلى ممارسات تجارية وسياسية، ثم أخيرا مواجهة ما أعتقد أنه توجه عام سلبى أخذ يشيع اليوم فى الثقافة العامة، وهو الحديث عن الماضى، باعتباره «الزمن الجميل» وكأن الحاضر والمستقبل هما الزمن القبيح القادم، وهو توجه متشائم سخيف ليس له فى تقديرى أى أساس علمى! وكان من دواعى سرورى و ارتياحى الكبيرين، التجاوب الملحوظ والصادق من أبناء النادى العريق، الذى أكد لى ما كنت دائما أوقن به تماما، وهو أن الرابطة الوطنية، والولاء لوطننا الحبيب مصر.. يتجاوز تماما أى اختلافات اجتماعية أو طبقية أودينية. وتلك هى عظمة وسر أم الدنيا!.