بقلم - أسامة الغزالي حرب
تابعت من دبى، يوم السبت أمس الأول، مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى أقباط مصر احتفالهم بعيد الميلاد المجيد ، بمقر كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة . إن تلك المشاركة ــ فى تقديرى ــ تقليد رائع استنه الرئيس السيسى، يجسد هوية مصر المتفردة، فى تلاحم وترابط أقباطها ومسلميها. إنه تلاحم وترابط، تلخصه العبارة المصرية البليغة «الدين لله، والوطن للجميع»، ويؤكده الاحترام الكامل لمبدأ المواطنة للمصريين جميعا، أيا كان معتقدهم الدينى. تلك قيم رائعة علينا أن نعتز بها ، وأن نضعها أيضا أمام أعيننا كأحد المقومات الأساسية للتنشئة السياسية للأجيال الجديدة الصاعدة.هذه مقدمة طويلة ، رأيت أنها ضرورية، قبل أن أقدم أخلص التهانى لأشقائنا المسيحيين بعيدهم المجيد، متمنيا لوطننا العريق والعظيم مصر...كل تقدم وازدهار. غير أننى لا أستطيع أيضا أن أتجاهل إطلاقا، ما يعانيه مسيحيو فلسطين اليوم، فى الضفة الغربية وغزة، من آثار العدوان الإسرائيلى الفاجر و الغاشم. لقد سيطر الحزن و الألم على صلوات فجر العيد صباح السبت الماضى، فى كنيسة المهد، بمدينة «بيت لحم»، مسقط رأس المسيح عليه السلام، واضطرت بلدية المدينة إلى إلغاء الاحتقالات، ومظاهر الفرح فى عيد الميلاد، حتى شجرة الكريسماس الشهيرة! وكان رائعا أن وصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا إلى باحة كنيسة المهد مرتديا الكوفية الفلسطينية ، قائلا « نحن هنا لنصلى ، ونطلب ليس فقط وقف إطلاق النار، ...وإنما ايضا أن نوقف أيضا كل الأعمال العدائية» أما البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، فقال كلمته البليغة: قلبنا الليلة فى بيت لحم ،حيث مازال أمير السلام يرفض منطق الحرب الخاسر ، مع زئير الأسلحة الذى يمنعه حتى اليوم من أن يجد له موضعا فى العالم!.