بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
فجأة... ووسط الانشغال بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة الباسلة، فوجئت شخصيا بـ«هوجة» إعلامية كبيرة، اكتشفت أن سببها كان هو الإعلان يوم 9 مايو الحالى فى المتحف المصرى الكبير ـ عن إنشاء مركز بحثى دينى جديد باسم مركز «تكوين»! بهدف.. «تعزيز الفكر الحر، والنقاش المفتوح فى المجتمع العربي، وتشجيع البحث العلمى والتفكير النقدى فى القضايا الدينية والفكرية»….حسنا؟ ما هى المشكلة فى ذلك..؟ المشكلة هى «الاسماء» التى شكلت مجلس أمناء هذا المركز، وهم «الدكتور يوسف زيدان، والإعلامى إبراهيم عيسي، والدكتورة ألفة يوسف مديرة المكتبة الوطنية فى تونس، والباحث السورى المخضرم فراس السواح، والباحثة والكاتبة اللبنانية نايلة أبى نادر، والباحث المصرى إسلام بحيري. إنهم جميعا باحثون فى الفكر الديني، و«يجتهدون» فى البحث فيه . وتلك الاجتهادات تقابل بالاستنكار والمعارضة، بل والإدانة التى تكاد تصل للتكفير والاتهام بالإلحاد! غير أن الإسلام أيها السادة يدين به 1٫9 مليار مسلم، يشكلون ربع سكان العالم كله! وحرية العقيدة هى فى مقدمة خصائص الدين الإسلامى والدعوة الإسلامية، وتاريخ الإسلام مليء بأسماء عظيمة للإصلاح والتجديد.. فمن منا لايعرف اسماء المصلحين المحدثين مثل رشيد رضا والكواكبى والأفغانى ومحمد عبده والطهطاوى وخير الدين التونسى وعلى شريعتي. لماذا إذن نستنكر إنشاء مركز «تكوين» اليوم..؟ هل هو مزاج سلفى جامد يرفض أى تجديد..؟ أم هى نكاية سياسية من بعض «الإخوان» ضد نظام الحكم الحالى فى مصر...هنا، تتبقى كلمة لابد من قولها، وهى التقدير الكامل والمستحق لحكمة العالم الفاضل الجليل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، الذى لم ير فى «تكوين» إلا منصة فكرية، لا تقابلها سوى منصة فكرية أخري، هى «بيان» التى سبق تدشينها منذ خمسة أعوام! ذلك سلوك سام وراق، من قطب إسلامى عظيم!