بقلم د.أسامة الغزالي حرب
فى إطار حديث الكتب هذا الإثنين، سوف أستانف ما كتبته بالأمس حول انطباعى عن مسلسلات رمضان التى عرضتها المحطات التليفزيونية هذا العام، ولكن من زاوية تصنيفها كأدبيات أو كتابات معينة. ولقد كتبت فى هذا المكان منذ نحو الشهر(تحديدا يوم 8 يونيو الموافق 3 رمضان) أتحدث عن انطباعى كمشاهد عما أعلن عنه من مسلسلات سوف يشاهدها المصريون فى رمضان، وراعنى خلوها من اية جرعة ثقافية غير ترفيهية للمشاهدين. واليوم، وبعدما عرضت تلك المسلسلات التى قرأت فى احد المواقع انها كانت أكثر من سبعين عملا بميزانية تخطت 2 مليار جنيه....ماذا يمكن ان نقول عنها؟ إننى ـ ابتداء- وقبل أى شئ - لا اقلل إطلاقا من المكانة السامية التى يحتلها نجوم وممثلون كبار نقدرهم جميعا، فضلا عن وجوه صاعدة، عظيمة الموهبة، وتستحق كل تقدير، و هم جميعا يعرفهم المشاهد، ولا احب ان أتورط فى ذكر أسماء وإغفال أخري، فليس ذلك هو مقصدى هنا.إن الغالبية العظمى من تلك المسلسلات تنتمى إلى كتابات القصص البوليسية المثيرة، التى تتسم بالغموض والإثارة، وتنتمى فى غالبيتها العظمى أيضا إلى عالم «المدينة»، وإلى الطبقات الوسطى والدنيا الحضرية، ويجعلها بالتالى فى عالم بعيد تماما عن أهالينا فى الريف والصعيد! ولكن الأهم من ذلك أن الكتابات والكتب فى الدنيا كلها تشمل أيضا سير المشاهير والعظماء والمبدعين...إلخ وتشمل الكتابات فى الموضوعات التاريخية، قديمة كانت أم حديثة أم معاصرة، وتشمل الكتابات الكوميدية وتلك المتعلقة بالموسيقى والفنون المختلفة...، فضلا عن كتب الخيال العلمى و الفلسفة...إلخ و هذا كله بالطبع كان بعيدا عن مسلسلات هذا العام. إننى اعتقد ان تلك الظاهرة تستدعى تساؤلات مهمة حول دور المثقفين ودور النخبة المبدعة فى مصر، وحول آليات واختيار وتمويل الأعمال الفنية و توجهاتها، ولا أعتقد اننى أبالغ إذا قلت إن القضية تثير القلق، ولا تنفصل عن كارثة التعليم و محنة الثقافة، وتفرض على الجميع فى مصر وقفة جادة و مسئولة!