بقلم د.أسامة الغزالي حرب
دون كازاكن :من المواقف الطريفة التى وقعت لى فى أثناء إقامتى بالمصحة جنوب ألمانيا فى إجازة عيد الأضحى الماضي،هو أننى طلبت من المشرفين هناك أن ينصحونى بأقرب مكان يمكن أن تتاح فيه أعمال موسيقية كلاسيكية،
خاصة ونحن فى بلد بيتهوفن وباخ وفاجنر...إلخ فقالوا إن هناك فرقة حضرت وسوف تقدم أعمالها فى كنيسة المدينة، و لكن عندما ذهبنا لم نجد فرقة موسيقية ولا أى آلات بالمعنى المفهوم، وإنما وجدنا فرقة أو كورس من المنشدين تسمى «دون كازاكن» عرفت بعدها أن نشأتها تعود إلى عام 1921 عندما غزا الجيش الأحمر الروسي، عقب الثورة الشيوعية، منطقة القوقاز، واضطر الكثير من أبنائها للهرب إلى المنفي، فكون مجموعة منهم الفرقة التى شهدنا جيلها الحديث، ولكن كان من المستحيل بالطبع متابعة كلماتهم، وتبخر الأمل فى الاستماع للموسيقي
> زيوريخ: لدى عودتى من ألمانيا عن طريق مطار زيوريخ، قررت البقاء فى تلك المدينة يومين إضافيين، فكيف يمكن تفويت فرصة التعرف على هذه المدينة العريقة و الأكبر فى سويسرا؟ وقد كان! لقد صنفت زيوريخ أكثر من مرة باعتبارها المدينة الأفضل فى العالم من حيث الأمن والنظافة و الهدوء، وبالرغم من أنها من أغنى مدن العالم، ومصارفها هى الأفضل على الإطلاق، وفيها أكبر سوق للذهب، ورابع بورصة فى العالم...إلخ فإن المعيشة فيها ليست شديدة الصعوبة على الشخص العادى أو المتوسط. وفى سياق التعرف على معالمها الرائعة وتاريخها الحافل، كان من الطريف المرور على مقهى أوديون العتيق الذى جلس فيه لينين يحضر للثورة الشيوعية فى روسيا عام 1917.
> درية شفيق: تحية خاصة واجبة أقدمها للزميل و الصديق العزيز د. وحيد عبد المجيد على كلمته بـ «الأهرام» يوم الإثنين الماضي(19/9) عن الرائدة النسائية الكبيرة الراحلة د.درية شفيق، و أشاركه التساؤل عن سبب تجاهل المجلس القومى للمرأة لها. إننى أعرف بعضا من تاريخ هذه السيدة المتميزة، غير أننى أعلم أنها كانت معارضة لنظام يوليو 1952 لطابعه اللاديمقراطي، فعاشت فى الظل إلى أن رحلت عام 1975 ولكن هذا لا يبرر أبدا إهمال تاريخ درية شفيق واعادة الاعتبار لواحدة من رائدات تحرير المرأة فى مصر.