بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
كان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، ضياء رشوان، قاطعا فى تصريحه الذى أدلى به أمس الأول نافيا ما تداولته بعض وسائل الإعلام الغربية عن مشاركة مصر فى عملية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وقال فيه إن ذلك الأمر مرفوض تماما! وقال بوضوح، إن القاهرة ترى أن تلك العملية جريمة حرب فادحة، يدينها القانون الدولى الإنسانى، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفا فيها. هنا..، أعتقد أن من المهم أن نفرق تماما بين الهجرة الطوعية التى يأتى بموجبها مواطنون من بلدان شقيقة أو قريبة للعيش فى مصر ..،على نحو قانونى سليم، وبين حالات التهجير التى يرغم عليها، أو يضطر إليها الأشقاء الفلسطينيون من قطاع غزة، تحت ضغط ظروف الاحتلال الإسرائيلى. ذلك بداهة أمر مرفوض تماما ـ كما قال رشوان ـ لأنه يعنى ببساطة تصفية القضية الفلسطينية. وبعبارة أخرى فإن خروج أو نزوح الفلسطينيين من بلدهم له معنى آخر...يختلف تماما عن أى حالة أخرى، إنه الهدف الخبيث الذى سعت إليه إسرائيل والحركة الصهيونية، ولا تزالان تسعيان لتحقيقه بكل الوسائل! وفى المقابل يعلن الفلسطينيون كل يوم، وبكل الوسائل إصرارهم القاطع على البقاء فى أرضهم! وما أروع المشاهد التى رأيناها ونراها يوميا على شاشة التليفزيون لمواطنين فلسطينيين بسطاء.. يعلنون أنهم باقون حتى الموت على أرضهم. إن مصر تحتضن على الرحب والسعة، ما يقرب من أربعة ملايين سودانى يقيمون بشكل دائم (وفق أرقام المنظمة الدولية للهجرة) وأعدادا كبيرة من الأشقاء السوريين، فضلا عن ضيوف من اليمنيين والعراقيين والصوماليين...إلخ. وهو أمر يقدر لبلدنا مصر، أم الدنيا، طالما هم يقيمون فيها على نحو شرعى، يؤدون واجباتهم ويحصلون على حقوقهم . أما التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين فهو أمر مرفوض مرفوض، لتبقى القضية الفلسطينية مشتعلة ومتوهجة إلى أن يحصل الفلسطينيون على حقهم المشروع فى دولة حرة كاملة السيادة. وإن غدا لناظره لقريب!.