بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم هو 11 سبتمبر أو 11/9 ... وما أدراك ماهو. إنه اليوم الذى لم يعد العالم بعده مثلما كان قبله. أذكر أننى كنت فى هذا اليوم، الحادى عشر من سبتمبر 2001 أى منذ ستة عشر عاما- فى زيارة للصين ضمن وفد من المجلس المصرى للشئون الخارجية، بدعوة من المجلس المناظر هناك. كنا مدعوين لمشاهدة أحد العروض المسرحية فى بكين فى نحو التاسعة مساء (التى تقابل التاسعة صباحا فى نيويورك)، وفجأة دخل إلينا فى ظلام العرض، السفير المصرى فى بكين فى ذلك الوقت د. نعمان جلال ليهمس فى آذاننا بأن أحداثا خطيرة تجرى الآن فى نيويورك لا بد من متابعتها...فهرولنا للخروج على الفور. كان الوفد برئاسة السفيرين المخضرمين د. محمد شاكر وعبد الرؤوف الريدي، واتجهنا بالسيارة الميكروباص إلى الفندق وتجمعنا بإحدى الغرف ونحن نحملق فى المشهد المذهل : طائرة ركاب عملاقة من طراز بوينج 757 تتجه مباشرة لترتطم بأحد برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، تتلوها طائرة أخرى ترتطم بالبرج الثاني، فى مشهد يفوق أى خيال لصناع السينما هناك! ثم سمعنا أن طائرة أخرى اتجهت نحو البنتاجون (وزارة الدفاع)، و رابعة سقطت بعد فشلها فى الهجوم على البيت الأبيض! فى البداية تصورت أننى أحلم، وذهبت للحمام لأغسل وجهى بماء يارد وعدت لأبحلق فى المشهد اللامعقول! لقد عرفنا بعد ذلك أن أغلبية من قاموا بتلك العمليات مواطنون سعوديون ومعهم مصرى واحد هو محمد عطا. لقد كانت أحداث 11/9 بداية لأحداث كبرى فى العالم: الغزو الأمريكى لأفغانستان فى 2002 ثم غزو العراق فى 2003 فضلا عن الدعوة لنشر الديمقراطية فى العالم الإسلامى و تجديد الخطاب الديني. و اتهم الأمريكيون تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن بالمسئولية عن تلك الهجمات... وبقية القصة معروفة. غير أن مرور 16 عاما على تلك الأحداث المذهلة لم يكشف أبدا عن كل حقائقها...بل واستدعت العديد من النظريات التآمرية التى لا يزال العديد منها يظهرحتى اليوم لتفسيرها وكشف خباياها المثيرة