بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
عندما كتبت بالأمس عن انطباعاتى عن بعض مسلسلات رمضان قصدت لفت الانتباه إلى ثلاث نقاط، أولها الإشادة بأداء وتألق كثير من الممثلين الموهوبين الذين برزوا من خلال تلك المسلسلات والذين يمثلون بالفعل عنصرا ثقيلا فى ثروة مصر الثقافية التى هى فى الحقيقة عنصر تميزها وتفوقها الأساسى، وعماد دورها الإقليمى والدولى. غير أن هذا التميز فى التمثيل، وأيضا فى الإخراج والإنتاج وغيرها من عناصر صناعة الدراما...يقابله فيما يبدو ضعف أو إفلاس فى النصوص والكتابات، وذلك أمر يثير بالقطع كثيرا من القلق فى بلد أنجب مئات المبدعين والكتاب. ثانيا،الإشارة إلى طوفان “الإعلانات” التى اعتقد أنها تستحق اهتماما ودراسة لمضمونها و تأثيراتها الثقافية والاجتماعية ...إلخ. فى مواجهة تلك المسلسلات والإعلانات أطرح هنا أكثر من تساؤل،..مثلا: إذا لم يكن شهر رمضان هو المناسبة الأكثر ملاءمة لطرح نقاش واسع حول الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى مبكرا، وكان لها صداها الدولى الكبير، لتجديد الخطاب الدينى....فمتى يكون ذلك؟..أم أن ضوضاء المسلسلات وبرامج المقالب غطت على هذه القضية؟ وأيضا تساؤل آخر: لماذا لم نجد برامج ذات مضمون ثقافى، أو تنويرى تلفت النظر؟ هل هناك نوع من الاتفاق أو التوافق الضمنى على أن يمتنع فى إعلام شهر رمضان أى شىء غير التمثيليات والتسالى؟..ولماذا؟ وأخيرا لا أستطيع ان أمنع نفسى مرة أخرى عن لوم الفنانين والشخصيات العامة التى قبلت ان تظهر فى برنامج المقالب إياه مقابل حفنة من الدولارات، والذى استحوذ بالطبع على نسبة عالية للمشاهدة لأسباب مفهمومة تماما. نعم، هى محنة ثقافية تستدعى وقفة جادة وشجاعة، فى مواجهة مراكز قوى، متشعبة ومؤثرة! والحديث فى هذا كله يطول !