بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل تعلم عزيزى القارئ أن «سكك حديد مصر» (لاحظ استخدام كلمة السكة هنا وليس الطريق، والتى كانت شائعة فى أيام محمد على و خلفائه) هى ثانى أقدم سكة حديد فى العالم بعد أول سكة حديد أنشئت فى بريطانيا عام 1830 بين مانشستر وليفربول ؟ وهل تعلم أن المهندس الذى وقع الخديو عباس معه فى 1851 عقد إنشاء أول خط سكة حديد، بين القاهرة و الإسكندرية، كان هو البريطانى روبرت ستيفنسن نجل جورج ستيفنسن مخترع القاطرة الحديدية البخارية؟ وهل تعلم عزيزى القارئ أن مدير سكك حديد مصر كان منذ البداية موظفا إنجليزيا، وأن أول مدير مصرى لها كان هو محمود شاكر باشا والد السفير المصرى المخضرم د. محمد شاكر سفيرنا السابق فى لندن؟ أقول هذا بمناسبة التوقيع الذى تم يوم السبت الماضى (17/6) على الاتفاقية بين هيئة سكك حديد مصر، وشركة جنرال إليكتريك بقيمة 575 مليون دولار لتوريد مائة قاطرة للركاب والبضائع ، وإجراء صيانة طويلة الأجل لتوفير قطع الغيار والدعم الفنى للقاطرات الجديدة...إلخ. إننى أعتقد أنه فى سياق الإنجاز الحالى غير المسبوق فى إنشاء و تطوير شبكات الطرق البرية، فإن الاهتمام بالتطوير الكبير والشامل لمرفق السكك الحديدية ينطوى على دفعة قوية للغاية فى ذلك الاتجاه. إن استخدام قطارات السكك الحديدية يمكن أن يكون هو الأكثر أمانا والأقل تكلفة، فقط المطلوب هو الحفاظ على الانضباط فى المواعيد والصيانة المنتظمة فضلا عن النظافة بالطبع! وعندما يتحقق ذلك فإن ركوب القطارات لن يكون فقط مجرد انتقال من مكان لآخر، وإنما يكون رحلة و نزهة ممتعة. ولقد سبق لى أن ركبت قطارات فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا واليابان ... وفى كل تلك الحالات كانت رحلة رائعة. قطارات السكة الحديد فى اى بلد هى عنوان على تحضره و تقدمه، ومصر جديرة بأن تكون قطاراتها العريقة نموذجا لتحضرها وتقدمها بالانضباط فى المواعيد، والنظافة فى العربات!