بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
منذ وقت طويل سجلت على أجندة الموبايل ليوم الأحد 11 يونيو عبارة (12مساء مباراة مصر وتونس) ! وذلك حتى لا أتورط فى موعد فى ذلك اليوم يحرمنى من مشاهدة مباراة مصر وتونس فى تصفيات مسابقة الأمم الإفريقية. فإذا اضفت إلى ذلك حقيقة أننا فى شهر رمضان، انتعشت الآمال فى قضاء سهرة رمضانية كروية ممتعة. وبالطبع كان الحال نفسه فى مئات وربما آلاف المقاهى فى مدن وقرى مصر كلها، حيث بدأت نسمات الليل تخفف من وطأة حر النهار! و بالفعل جلست أمام التليفزيون مركزا اهتمامى على المباراة ... ولكن للأسف كان واضحا منذ اللحظة الأولى التفوق الكبير للفريق التونسى الذى كان يمكنه بسهولة إحراز أكثر من هدف واحد. المهم أننى سمعت المذيع وهو يقول إن السيدات والفتيات سمح لهن بالدخول مجانا، إلى جانب آلاف الجماهير المحتشدة بالمدرجات. وأحيا ذلك المشهد المواجع لدى..! وذكرنى بالمصيبة التى ابتليت بها كرة القدم المصرية ــ الرياضة الشعبية الأولى للمصريين بلا منازع - وهى إقامة المباريات بلا جمهور، بتعليمات من أجهزة الأمن! لقد علقت على هذا الموضوع من قبل، وقلت وأكرر القول إن لهذا القرار تأثيرا شديد السلبية على الكرة المصرية ولا أرى فيه إلا استسهالا من الشرطة، وتجنبا لصداع وأعباء حفظ النظام فى الملاعب والمدرجات ، والتنظيم الدقيق لدخول الجماهير وجلوسها بالمدرجات والرقابة الصارمة على سلوكيات الافراد ...إلخ. على أية حال، لا أعرف بالطبع إن كان هذا المناخ الذى أرغم اللاعبون المصريون على اللعب فيه قد أثر بالتدريج على أدائهم، وعلى روحهم المعنوية، ولكن من المؤكد بالطبع أن الجمهور التونسى وتشجيعه للاعبيه الذين يلعبون على أرضهم كان عنصرا مواتيا ومشجعا لهم. المهم، هزم الفريق المصرى، وران الصمت والوجوم على ملايين المشاهدين وحرمنا من صيحات التهليل التى كنت اتمنى سماعها فى تلك الليلة من ليالى رمضان الصيفية!