توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسعار !

  مصر اليوم -

الأسعار

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

فى الزمن البعيد، وعندما كنت طالبا بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى النصف الثانى من الستينيات، لم أكن أحب مادة الإقتصاد رغم أن أول من ألقوا علينا محاضرات فيها كانا اثنين من اساطين علم الإقتصاد ، الأستاذ د. محمد زكى شافعى، و الاستاذ د. رفعت المحجوب، و كلاهما جمع بين العلم الغزير واللغة العربية الراقية الرصينة، فضلا عن هيبة و كبرياء الاستاذ الجامعى كما ينبغى أن تكون. ولكن لأننى التحقت بالكلية ولعا بالسياسة، ورغبة فى أن أمارسها عن علم و دراسة، وليست كمجرد نشاط عام، تعاملت مع الإقتصاد كضرورة لا بد منها. وردت إلى ذهنى هذه الخواطر وأنا أقرأ تصريحات د. هالة السعيد وزيرة التخطيط، والخريجة المتفوقة من قسم الإقتصاد بالكلية والتى تولت عمادتها عن جدارة. وذكرتنى تصريحات د.هالة بالقواعد الاساسية فى علم الإقتصاد، وهى ان الاسعار فى الإقتصاد المفتوح هى نتاج للعلاقة بين العرض والطلب، فإذا كانت هناك وفرة فى العرض إزاء الطلب قلت الاسعار، وإذا قل العرض عن الطلب زادت الاسعار، لذلك تحدثت د.هالة عن زيادة العرض (زيادة الإعتمادات الخارجية لتوفير السلع الاستراتيجية، وزيادة منافذ البيع) وكذلك عن تقليص الطلب (امتصاص السيولة فى الاسواق برفع سعر الفائدة)، ولو أن ذلك الإجراء يمكن أن تكون له آثار سلبية على الاستثمار! ثم زادت على هذا بإجراءات لمحاصرة الآثار السلبية لتلك الإجراءات على الطبقات محدودة الدخل ، مثل برنامج تكافل وكرامة الذى تضطلع به وزارة التضامن الإجتماعى، وكذلك من خلال الرقابة على الاسواق بواسطة جهاز حماية المستهلك فضلا عن أجهزة وزارة التموين. هذا كله امر طيب ويتفق مع ما تفرضه مبادئ الإقتصاد، ولكنى أعتقد – قبل هذا وبعده - بأولوية وأهمية إنعاش الإقتصاد المصرى بشكل عام بزيادة الإستثمار، وزيادة معدلات النمو، وتشجيع اللامركزية....إلخ، وتلك أمور تتجاوز بلا شك نطاق الإقتصاد إلى السياسة والثقافة والعلاقات الخارجية، أى أنه – باختصار- عندما يتوافر المزيد من الانفتاح السياسى، والديمقراطية، ويشيع الإحساس بالاستقرار والأمان، سوف تتوافر – فى النهاية - الظروف التى تؤدى إلى مواجهة مشكلة ارتفاع الاسعار التى تؤرق المواطن، والتى تشغل بال د.هالة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسعار الأسعار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon