بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أولا..، أنا أعترض على هذه التسمية الرديئة لشركات النقل التى يتم استدعاء سياراتها عن طريق التليفون الموبايل، لأن كلمة «ذكى» هنا، هى أولا ترجمة رديئة لكلمة «سمارت» الإنجليزية، والتى قد تترجم إلى كلمات أخرى مثل أنيق أو بارع أو حاذق أو ناصح أو ماهر أو محنك...إلخ. ولذلك، لا أعرف ابتداء مناط وصفها بالذكاء .. وأنا أتصور أن تسمى مثلا شركات النقل بالموبايل أو الإنترنت! (أى شركات نقل الأفراد، بواسطة طلب أو استدعاء سياراتها عن طريق التليفون المحمول، من خلال «التطبيق» الخاص بها، والمسجل مسبقا عليه!). وهذه طبعا طفرة هائلة ورائعة فى تيسير النقل للأفراد، والتى ترتب عليه بلا شك، الاستعاضة عن الاستخدام المفرط للسيارات الملاكى، بكل أعبائها ومشكلاتها، فضلا عن التدهور المؤسف الذى حدث لسيارات الأجرة العادية وسائقيها! وقد تزايدت مؤخرا شركات النقل بالموبايل، والتى أحصيت منها على الموبايل الخاص بى سبع شركات –أى سبعة تطبيقات- أولهما كانا تطبيقى شركتى أوبر وكريم! غير أننا للأسف الشديد، بدأنا نعانى مشكلات عديدة فى تلك السيارات...ليس فقط سوء استخدام السائقين أحيانا (فالغالبية فى الحقيقة أشخاص ملتزمون، متعلمون، يرغبون فى الحفاظ على مصدر رزق إضافى لعيشهم!) وإنما أيضا استخدام سيارات بالغة السوء، بل ومنعدمة النظافة، الأمر الذى يستوجب التحذير والتنبيه لكل الأطراف، خاصة شركات السيارات أو إدارة المرور بالداخلية! ولاشك بالذات هنا أن إهمال الشركات فى معايير اختيار ومراقبة السائقين ومحاسبتهم، خاصة من حيث تاريخهم الجنائى، وسلوكياتهم غير السوية المحتملة، هو أمر فى منتهى الخطورة والجدية! هذا أهم ما خطر على بالى وأنا أقرا القصة المحزنة للطالبة الشابة حبيبة الشماع، التى ألقت بنفسها من إحدى سيارات شركة أوبر، ولقيت أخيرا مصرعها، وتركت لأمها وأسرتها ولنا جميعا حزنا وألما وجزعا بلا حدود، وليكن موتها المأساوى دافعا جادا للرقابة والإصلاح الجاد!.