بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل سمعتم آخر الأخبار عن الصراع فى سوريا وعلى سوريا؟ لقد أبحرت يوم الأربعاء الماضى (11/4) حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة يو إس إس هارى ترومان من فرجينيا فى طريقها إلى شرق البحر المتوسط، لتلحق بالمدمرة الأمريكية يو إس إس دونالد كوك، المحملة بقرابة ستين صاروخا من طراز «توما هوك» على أهبة الاستعداد فى المنطقة، فضلا عن ثلاث مدمرات أخريات. كما غادرت ولاية ميزورى عدة طائرات من طراز «الشبح» المخادعة لأجهزة الرادار محملة بقنابل بالغة الدقة، وصواريخ توما هوك! ذلك أكبر حشد عسكري، بحرى وجوي، أمريكى منذ غزو العراق. إنه لأمر رائع أن تتحرك الولايات المتحدة، وبدعم من حلفائها الأوروبيين وعلى رأسهم بريطانيا، لعقاب الرئيس بشار الاسد، الذى اتهم باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد شعبه! ولكن الأمر ليس بذلك النبل، ولا بتلك المثالية! إنهم يتحركون لأن روسيا هناك، فى سوريا، تحمى الأسد، وتنشر قواتها فى أكثر من عشرين قاعدة جوية منتشرة فى أنحاء سوريا. وتقول روسيا إنها وقفت، ولا تزال تقف، مع نظام الرئيس الأسد فى مواجهة داعش وجبهة النصرة وغيرها من جماعات التطرف الإسلامي، التى شجعتها أمريكا طويلا وغضت الطرف عنها!. هذا التصعيد يذكرنا على الفور بتداعيات الأزمة الكوبية قبل ستة وخمسين عاما (1962) التى كانت إحدى أبرز أزمات «الحرب الباردة» والتى إذا أخذناها كنموذج للمقارنة، يمكننا القول إن الروس سوف يقدمون تنازلات فيما يتعلق بالتحقيق فى استخدام الأسلحة الكيماوية، ومراقبة حظر استعمالها تماما، ولكن ذلك لن يعنى تخليهم عن الرئيس بشار الاسد، تماما مثلما سحبوا من قبل صواريخهم من كوبا (بعد أن وافق الرئيس كيندى على إزالة الصواريخ الموجودة على الحدود التركية- الروسية ) ولكن استمر دعمهم للرئيس كاسترو ولنظامه الشيوعى هناك وحتى وفاة كاسترو.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع