بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
الذى يحدث هذه الأيام مع الإعلامى المصرى البارز خيرى رمضان ينطوى على إنذار جاد بخطر يحدق بحرية الإعلام وحرية التعبير فى مصر على نحو يثير القلق، ويدعو للحذر والانتباه! إننى أتفق مع أستاذنا مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى قال إنه كان يجب أن يطرح الأمر أولا على الهيئة الوطنية للإعلام....وأن التعامل مع الإعلام يقتضى طرقا مختلفة، وهذه ليست الطريقة التى يجب التعامل بها وأتفق مع نقيب الصحفيين الأستاذ عبد المحسن سلامة الذى قال إنه مصدوم من قرار التحقيق مع خيرى رمضان.. وأتفق مع العديد من الإعلاميين الذين أعربوا عن القلق مما حدث لخيرى...إلخ إننى لم أشاهد حلقة برنامج خيرى موضع الأزمة فى حينها، فرجعت إليها على اليوتيوب فشاهدت خيرى وهو يتحدث عن شكوى وصلته من زوجة عقيد بالشرطة تعانى مشكلات معيشية مثل أى مواطن فى ظروفها، كان حديث خيرى مهذبا ومنضبطا إلى أقصى حد، وأعدت الاستماع مرة وثانية لأفهم على وجه الدقة ما هو مضمون ما نسب إليه من الإساءة لوزارة الداخلية وضباط الشرطة، وإذاعة أخبار كاذبة؟! بالعكس تماما لقد شعرت كمواطن استمع للبرنامج بتعاطف شديد مع ضباط الشرطة، واحترمتهم كثيرا، فتعرضهم للمعاناة مثل باقى المواطنين ليست أبدا أمرا يشينهم بل يشرفهم كثيرا. هل الإساءة لأنها قالت إنها اضطرت لإرسال أولادها لمدارس حكومية؟ هذا قول نسمعه الآن من أبناء الطبقة المتوسطة لأن أحوالها لا تخفى على أحد، مع أننا جميعا أبناء مدارس حكومية مجانية (زمان!). هل الإساءة بسبب قول السيدة إنها فكرت فى العمل فى البيوت؟ نعم، هذا أمر يشعر ضباط الشرطة بالإهانة، ولكن كان يكفى أن تتصل إدارة العلاقات العامة فى الداخلية بخيرى لكى يعتذر ويصحح الموقف.، أما التقديم للنيابة على النحو الذى تم به فهو أمر يشعر بالقلق الشديد، وينطوى-صدقونى- على إساءة ليس للداخلية وإنما لمصر كلها!
نقلا عن الاهرام القاهرية