بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
المشاجرة التى وقعت فى ضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة يوم الاثنين قبل الماضى (21/8) بين أحد رجال الأعمال ولواء سابق بالقوات المسلحة، و التى ذاعت أنباؤها بشدة، تنتمى إلى ذلك النوع من الوقائع الكاشفة، التى تتجاوز فى مغزاها بكثير مجرد المشاجرة العادية التى يمكن أن تحدث فى أى مكان وفى أى وقت. لقد اهتممت بأن أطلع على كل ما استطعت الوصول إليه من معلومات دقيقة، سواء من الصحف الورقية أو الإليكترونية أو على وسائل التواصل الاجتماعى...إلخ واستنادا إلى ذلك أطرح التساؤلات الآتية أولا، ورد فى رواية السيد اللواء أن السيارة الجيب السوداء المسرعة موضوع المشكلة كانت ذات زجاج «فيميه». حسنا، ما هى القواعد التى يعتمدها المرور ووزارة الداخلية لاستعمال هذا النوع من الزجاج، الذى يخفى شخصية ركاب السيارة.ثانيا، قال السيد اللواء إنه تبين أن قائدة السيارة كانت منتقبة، فعلى أى اساس تسمح الداخلية للمنتقبات بقيادة السيارات، وهى مسالة أضحت ممنوعة فى بعض البلدان الأوروبية لأنه من المفترض أن يكون قائد السيارة مكشوف الوجه يسهل التعرف عليه، بل قد يتخفى فى ثياب المنتقبات- كما حدث بالفعل فى أكثر من مرة.صحيح أن لبس النقاب يدخل ضمن الحرية الشخصية، لكن من الصحيح أيضا أن على الداخلية أن تحافظ على الأمن. ثالثا، هل هناك قانون ينظم عمل البودى جاردات أو الحراس الشخصيين المحترفين الذين يعملون خارج إطار الحراسات الرسمية؟ وما هى حدود عملهم ومن الذى يحددها، وما الفارق بين أعمالهم وبين البلطجية الذين يستأجرون؟ وأخيرا أتمنى أن تقول لنا جهة ما من هو رجل الأعمال؟ هل أضحى لقب من لا مهنة له؟ هل من المستحيل تنظيم هذه المسميات أو على الأقل ترسيخ أعراف وتقاليد تحكم وتنظم استعمال تلك المسميات. بعبارة أخيرة أعتقد أن تلك الواقعة فرصة لتصحيح بعض الأخطاء الشائعة ولسد ثغرات فى بعض القوانين أو اللوائح!