بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
حادثتان وقعتا فى الجامعات المصرية الأسبوع الماضى وفرضتهما التغطية الإعلامية على الرأى العام، ولكنهما كشفتا أوضاعا وحقائق مؤلمة، ليس عن السلوكيات التى حدثت ولكن عن الجامعات نفسها. الواقعة الأولى تتعلق بالقرار الذى أصدره عميد زراعة الإسكندرية بعدم دخول الطلاب بزى غير لائق للحرم الجامعى, شاملا ذلك الملابس الممزقة التى تظهر مفاتن الجسم للطالبات (لاحظ تعبير «مفاتن» والذى لا أعرف إن كان قد جاء فى نص القرار)، والملابس التى تميز الشخص بالشعائر الدينية مثل الجلباب..(وأعتقد أن تلك الصياغة تجانبها الدقة!) وقد شهدت مناظرة بشأن ذلك القرار فى برنامج وائل الأبراشى أول من أمس.أما الحادثة أو الواقعة الثانية فكانت فقرة من برنامج محمد الغيطى تناول فيها واقعة إعلان طالب وزميلته خطوبتهما فى حرم إحدى كليات جامعة طنطا وسط احتفال زملائهما. فى البرنامج الأول جرى النقاش حول ماهو لائق أو غير لائق من الملابس فى الجامعة، وكما سبق أن قرأت فى «المصرى اليوم» فقد طلب عميد الزراعة من أمن الكلية تنبيه الطالبات لرفض هذه الملابس غير المحتشمة التى تتعارض مع الدين وضرورة منع السفور الذى يثير الغرائز؟! أما بالنسبة لواقعة خطوبة جامعة طنطا فاللافت هو أن ما استفز مسئولى الجامعة كان هو احتضان الطالب خطيبته أمام زملائهما المحتفلين بهم فى نهاية اليوم الجامعى ، مع أننا لم نسمع عن مسألة أو بحث عما هو أهم، وهى- كما ذكر الغيطى- حالات الزواج العرفى التى تتم تحت أسماء زواج الدم، وزواج القبلة، وزواج النفس، وزواج الكراس...إلخ. الواقعتان تحتاجان لمعالجات تربوية هادئة و ليس للأمن والتحقيقات والفصل..، أما الأهم فهو حالة التعليم الجامعى فى مصر والتى تدهورت- فيما بعض الاستثناءات- وفق المؤشرات العالمية ، على نحو يثير القلق ويستدعى المواجهة الجادة اللائقة!