بقلم : أسامة الغزالي حرب
أكتب هذه الكلمات فى الساعات الأولى من صباح الجمعة أول ديسمبر، وأنا أتابع أنباء انتخابات النادى الأهلى والتى حملت مؤشرات نهائية على فوز محمود الخطيب وقائمته، فألف مبروك له، ولقائمته، وخالص التمنيات بالتوفيق للنادى العريق. وكما سبق أن كتبت، فقد حظيت تلك الانتخابات باهتمام كبير من الجمهور ومن كافة وسائل الإعلام، واعتقد أنها تعود لأكثر من سبب، علاوة بالطبع على أهمية ومكانة النادى الأهلى فى الرياضة المصرية.
السبب الأول أنها انتخابات ديمقراطية بالمعنى الصحيح للكلمة، أى انتخابات تجرى فيها المنافسة النزيهة بين طرفيها، بلا أى تدخل أو تلاعب أو تحايل، بما يؤدى إلى التعبير الصادق والأمين عن إرادة الناخبين. إن توافر هذه المقومات بحد ذاتها يجعل العملية الانتخابية بمثابة تجربة رائعة وغنية و مثيرة، بل وتكون المحفل الذى يتقابل ويتفاعل فيه جمهور المصوتين الذين يشعرون أنهم فقط من يقرر نتائج الانتخابات، وحيث يشعر كل ناخب أن صوته مؤثر ومحترم ومصون.
ثانيا، أن تلك الانتخابات، التى تجرى فى ناد رياضى، تكون هى الأجدر بأن تسودها الروح الرياضية، التى يحرص كل من ينخرطون فى منافسة ديمقراطية انتخابية على ذكرها، والتمثل بها، وبعبارة أخرى كانت انتخابات الأهلى المناخ الأمثل لسيادة وشيوع الروح الرياضية التى تنشدها أى انتخابات ديمقراطية.
ثالثا، أن روح النادى الأهلى وتقاليده العريقة أضافت عنصرا آخر وهو قيمة التراث التاريخى والمتراكم للخبرة الديمقراطية... تلك حقيقة تعرفها أيضا كافة الديمقراطيات الناضجة فى العالم، وهو ما انعكس فى البعد عن المهاترات والصغائروالاحترام المتبادل بين جميع الأطياف، والعمل الجماعى المخلص للمؤسسة التى تجمع الجميع. ولذلك لم تكن غريبة أبدا تلك الروح الراقية والمتحضرة التى عبر عنها محمود الخطيب إزاء منافسه محمود طاهر. انتخابات الأهلى كانت نموذجا رائعا جديرا بالاحتذاء والاحترام.