توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شم النسيم حرام!

  مصر اليوم -

شم النسيم حرام

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

أكتب هذه الكلمات صباح الإثنين (17/4) يوم شم النسيم من رأس البر، فكل عام أنتم بخير. والواقع أننى لم أتمكن أمس من النوم قبل ساعات الصباح الأولى بسبب الاحتفالات الصاخبة التى صاحبت قدوم مئات الآلاف من المحتفلين إلى المدينة طوال الليل ليقضوا يومهم على شاطئ النيل أو على شاطئ البحر، فضلا عن اى رقعة خضراء بالمدينة. لقد تدفق هؤلاء من محافظات شمال الدلتا بالأساس فى عادة سنوية تتكرر فى كل محافظات مصر، متجهين جميعا إلى نهر النيل، وإلى الحدائق والحقول.

نعم، هو تقليد مصرى عريق يعود إلى آلاف السنين، ولكن- مثل كل عام أيضا- تتعالى أصوات نشاز تغتصب لنفسها الحديث باسم الإسلام، بل وتمتلك الجرأة لتحرم هذا وتحلل ذاك، و كان آخر ما قرأته فى هذا الموضوع فتوى منسوبة لشخص اسمه سامح عبد الحميد، يوصف بأنه داعية، قال فيها «شم النسيم هو ذكرى فرعونية ثم ارتبطت بالنصرانية، والمسلمون لا يحتفلون بمثل هذه المناسبات ، و لا تجوز المشاركة فى هذا اليوم بأى مظهر من مظاهر الاحتفال، فلا يجوز أن يبيع لهم الفسيخ....إلخ» (البوابة نيوز 13/4).

وهذا الكلام ردده آخرون قبله نعرفهم، و لكن لحسن الحظ أن ملايين المصريين بحسهم الشعبى الاصيل، وباعتدال تفكيرهم الفطرى، لا يأبهون بتلك الترهات، ويقبلون بالملايين على الاحتفال بالمناسبة الاجتماعية دون شعور بأى تناقض بين معتقدهم الدينى الصادق والعميق، وبين عاداتهم المحببة لديهم، والتى تدخل السرور والبهجة إلى قلوبهم. وحسنا فعلت دار الإفتاء بإصدار بيانها على الفيس بوك بأن شم النسيم «عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شىء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأى معتقدات تنافى الثوابت الإسلامية وإنما يحتفل المصريون بهذا الموسم بإهلال الربيع وبالترويح عن النفس وصلة الأرحام، وزيارة المتنزهات و ممارسة بعض العادات القومية كتلوين البيض و أكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعا». شئ رائع، لكن بعض الشباب قليلى العلم و قليلى الخبرة ينخدعون بالفتاوى الشاذة، التى تكون فى الحقيقة هى البذرة الأولى للتطرف و الإرهاب. وهنا أطرح تساؤلا مكررا: أين تجديد الخطاب الدينى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شم النسيم حرام شم النسيم حرام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon