بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لم تتح لى الظروف تلبية الدعوة الكريمة الى تلقيتها من الأستاذ إبراهيم المعلم لحضور حفل إصدار الجزء الأول من مذكرات السيد عمرو موسى «كتابيه» الذى اقيم مساء الأربعاء الماضى (13/9) . ولكن من المؤكد أن مذكرات عمرو موسى تغرى بقراءتها للتعلم منها و التعليق عليها، لاسباب عديدة أهمها فى تقديرى هى شخصية عمرو موسى نفسها. حقا لقد تقلد مناصب دبلوماسية رفيعة، وتولى منصبى وزير الخارجية و أمين عام جامعة الدول العربية ، و لكنى أرى عمرو موسي، قبل ذلك وبعده، وكما قلت ذلك من قبل ، نموذجا فريدا لرجل الدولة، بل ربما كان هو الشخصية الأبرز فى مصر التى ينطبق عليها ذلك الوصف. رجل الدولة ليس بالضرورة زعيما سياسيا أو رئيسا أو وزيرا...رجل الدولة statesman وفقا لقاموس كمبردج هو ذلك السياسى المخضرم ذو الخبرة و الذى يلقى الاحترام لقدرته على الحكم على الاشياء. وأول من استخدم هذا التعبير هو الفيلسوف اليونانى أفلاطون، ثم عرف تاريخ العالم فى مساره الطويل نماذج عديدة لرجال الدولة ...فى أمريكا يعرفون مثلا ابراهام لينكولن و جيمس ماديسون، وفى بريطانيا تبرز أسماء مثل جلادستون و تشامبرلين وتشرشل، و فى فرنسا أسماء عديدة مثل كليمنصو و دى توكفيل وديجول و لافال...إلخ. بين هذه الاسماء يمكن ان نضع اسم عمرو موسي. و كان من المنطقى أن يترأس عمرو موسى لجنة وضع الدستور المصرى عام 2014، بل إنه كان الشخصية الأمثل للقيام بتلك المهمة التاريخية، بل وكان فى الواقع ملهما فى أدائه لأعضاء اللجنة خاصة من الشباب.تحية لـ: «كتابيه» قبل أن أقرأه. قال لى أحد الأصدقاء لماذا يستخدم عمرو موسى على صورة الغلاف هذا الوضع أو «البوز» الذى يكرره الكثيرون و الذى يسند فيه رأسه إلى اصبعه السبابة؟ قلت له، لا..ذلك هو الوضع الأصلى و الصورة المعتادة كثيرا لعمرو موسي، اما الآخرون الكثر فهم المقلدون!