بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لم أجد أسخف ولا أتفه من التفسير أو التبرير الذى قيل من البعض، ومنهم مسئولون سياسيون وأمنيون، تعليقا على ما حدث بقرية عزبة الفرن بمحافظة المنيا قبل أكثر من أسبوع، لمنع بعض المواطنين الأقباط بالقرية من الصلاة فى مكان مغلق ، لأن ذلك سوف يؤذى مشاعر المسلمين، وفى رواية أخرى قيل مشاعر المتطرفين! ما هذه الخيبة، وما هذا العبث، وما هذا الإقحام السخيف لكلمة «المشاعر» للتعبير عن توجهات مريضة وغير سوية! ما معنى هذا...هل المسلم يؤذى مشاعره أن يرى أقباطا يصلون؟ وإذا افترضنا ان مواطنا مسلما من هذا النوع قادته الصدفة للسفر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة مثلا...فكيف سوف يحافظ على مشاعره و هو يرى آلاف الناس تصلى فى الكنائس أو فى المعابد اليهودية؟ وتخيل لو أنه سافر إلى بلدان فى آسيا... فأى كمد سوف يصيبه ويصيب «مشاعره» وهو يرى الملايين التى تمارس صلواتها البوذية أو الهندوسية! المسلم الذى يؤذى مشاعره أن يرى أقباطا يؤدون صلواتهم هو شخص غير سوى، وغير مكتمل الإسلام او الإيمان! لماذا يحترم المسيحيون واليهود، فى البلاد التى يشكلون فيها أغلبية دينية، مواطنيهم المسلمين، ويحترمون أداءهم لصلاتهم.. ولا يقولون أن مشاعرهم قد جرحت! وفى مصر لم نسمع أبدا أن أقباطا قالوا أن مشاعرهم قد جرحت لأن صلوات المسلمين ومساجدهم وآذانهم حولهم فى كل مكان. إنها مشكلة تعليم، ومشكلة ثقافة، ومشكلة خطاب دينى متحجر ومتخلف ابتلى به المصريون المسلمون، ولم يبذل أى جهد جاد لتطويره رغم دعوة رئيس الدولة بإلحاح إليه. لن تتقدم مصر للأمام إلا بثورة فى التعليم وفى الثقافة، تحشد لها كل الإمكانات والطاقات، ذلك فى تقديرى المشروع القومى الأكبر الذى لن أمل أبدا من الدعوة إليه، وإلى أولويته القصوى!