بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
مثلما توقعت أمس، كان افتتاح مهرجان الجونة مؤشرا لبداية قوية لمهرجان متميز، يليق بمصر وتاريخها السينمائي. وفي الحقيقة فإنني لم أكن أنوي متابعة الحديث حول فعاليات المهرجان و تفاصيله، فتلك مهمة المتخصصين والنقاد. غير أن ما وقع في حفل الافتتاح الذي كنت أشاهده علي شاشة التليفزيون، دفعني لأن أكتب كلماتي هذه. لقد تفوه الفنان أحمد الفيشاوي بلفظ غير لائق علي منصة الاحتفال أمام آلاف الحاضرين، وأمام الملايين من مشاهدي التليفزيون في العالم العربي كله.كان ذلك أمرا مؤسفا أصابني بالدهشة الشديدة. لماذا فعل ذلك؟ هناك احتمالان غالبان، إما أنه كان في حالة سكر خفيف جعلته غير قادر علي التحكم الكامل في ألفاظه في ذلك الموقف، أو أنه لم يكن تحت مثل ذلك التأثير...وتلك مشكلة أكبر. وعلي أى حال فإن تلك الواقعة العابرة تستدعي لأذهاننا مسالة السلوك العام لدي الفنانين الكبار، وما تطبعه في أذهان الجمهور عنهم. إنني هنا لا أتحدث إطلاقا عن سلوكياتهم الخاصة في علاقاتهم الشخصية البعيدة عن الجمهور، تلك أمور خاصة لا يحق لأحد أن يتدخل فيها، وإنما أقصد السلوكيات التي تكون تحت مجهر الإعلام والصحافة...إلخ . ولنتأمل مثلا الطريقة التي كان يتحدث بها علي الملأ محمد عبد الوهاب أو أم كلثوم أو فاتن حمامة أو عمر الشريف أو سعاد حسني في المناسبات المشابهه لافتتاح مهرجان الجونة. بل إن الفنان أو الممثل الذي قد يفتقد هذه الضوابط السلوكية يحرص علي أن «يمثل» أنه يمتلكها، لأن الفنان – وخاصة إذا كان موهوبا وواعدا مثل أحمد الفيشاوي- هو شخصية عامة مما يفرض عليه بالضرورة مسئولية كبيرة. لذلك فقد آلمني كثيرا أن تلك الهفوة أو السقطة من الفيشاوي شغلت أغلب التغطيات الإخبارية عن المهرجان أمس. ذلك أمر مؤسف لا يستحقه نجيب ساويرس وأسرته، عن جهد رائع، أعتقد وأتمني أن تغطي تفاصيل فعالياته الخصبة والجادة علي اخبار المهرجان في الأيام المقبلة