بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
أخيرا...، وفى فجر أمس (الأربعاء 27 نوفمبر) أعلن بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، برعاية الولايات المتحدة وفرنسا. وكان لافتا تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى بأن بلاده.. ترحب بنبأ انتهاء العدوان الإسرائيلى.. وأن طهران تؤكد دعمها الراسخ للبنان حكومة وشعبا ومقاومة قاصدا بوجه خاص حزب الله الذى تكبد خسائر كبيرة نتيجة للعدوان الإسرائيلى. غير أننى أتصور أننى أشارك المصريين جميعا الارتياح والسعادة بخلاص لبنان العزيز من كابوس ذلك العدوان الوحشى الآثم! فلبنان له مكانة خاصة للغاية فى قلوب المصريين جميعا، صنعتها وكرستها على نحو خاص، العلاقات الثقافية والفنية العريقة والبديعة، ويشهد عليها العشرات، بل المئات من أعلام الفن والأدب والصحافة. هل نتحدث عن جورجى زيدان ويعقوب صروف ومى زيادة وفرح أنطون، أم عن جورج أبيض وبشارة واكيم وآسيا داغر ومارى كوينى، أم نتحدث عن فتوح نشاطى... وحتى صباح وفهد بلان.... إلخ من أسماء العديد من المطربين والفنانين....، ثم أخيرا، قبل هؤلاء وبعدهم، أنظر أيها القارئ العزيز إلى صدر الصفحة الأولى من جريدتنا الأهرام الغراء، وتأمل العبارة الموجودة يوميا تحت اسم الأهرام... أصدر العدد الأول فى 5 أغسطس 1876 سليم وبشارة تقلا اللبنانيان! والواقع... أن العلاقات المصرية اللبنانية كانت دائما نموذجا للعلاقات الصحية الودية، المجردة من أى أهواء أو أطماع.. وطوال سنوات وعيى السياسى عاصرت العلاقات الخاصة المستمرة بين لبنان ومصر، وأتذكر حب اللبنانيين الجارف لجمال عبدالناصر، ونداء السادات القوى الصادق، وبعده حسنى مبارك: ارفعوا أيديكم عن لبنان....، فلم تكن لمصر أبدا أى أطماع فى لبنان... لذلك أكرر- مثل كل مصرى- الترحيب بانتهاء العدوان الإسرائيلى على لبنان، والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.