بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
«تعكف وزارة التربية والتعليم حاليا على إعداد نظام تقييم بديل للثانوية العامة بالتعاون مع خبراء من مؤسسات ودول سبقتنا ليتناسب مع بلدنا واهتمامات المجتمع المصرى «... وأضاف د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أن هناك عدة قرارات مهمة خاصة بالطلاب وأيضا بالمدرسين، كاشفا عن أن التصميم الجديد يسعى إلى إنهاء ظاهرة الدروس الخصوصية ليعيد التعليم إلى المدارس». هذا هو نص الخبر الذى طالعته على موقع الأهرام (4/7) وقد سعدت كثيرا بالعبارة الأخيرة «إعادة التعليم إلى المدارس». لقد سبق أن قلت، وأكرر هنا لألف مرة، أن مشكلة مصر الأولى و الأهم الآن هى إصلاح التعليم، لأن إصلاح التعليم معناه ببساطة بث القوة والحيوية و الفاعلية إلى أهم ما تمتلكه مصر، إلى قوتها البشرية الكبيرة و الواعدة. وقد انهار التعليم كما لم يحدث من قبل على الإطلاق، واستشرى سرطان الدروس الخصوصية و«السناتر»! ولكنى أرجوك يا دكتور طارق، وأتوسل إليك، وأنا أعرف مؤهلاتك العلمية الرفيعة ونواياك الطيبة، ألا تحمل نفسك وحدك هذا العبء الهائل وتلك المسئولية الثقيلة. إننى أرجوك أن تدعو إلى مؤتمر قومى شامل يضم خبراء التعليم والتربية فى مصر، وهم كثر، ويضم ممثلى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال.. إلخ برعاية وحضور رئيس الجمهورية. المقعد الذى تجلس عليه يا د. شوقى شغله بعض من أفضل رجالات مصر فى تارخها المعاصر: على مبارك ومحمود سامى البارودى وسعد زغلول وأحمد نجيب الهلالى ود. محمد حسين هيكل وعبد الرزاق السنهورى وطه حسين. إعادة التعليم للمدارس تستلزم أولا استعادة المدارس العامة التى تحول معظمها إلى هياكل وخرابات، واستعادة المعلم الذى أفقدته الدروس الخصوصية والسناتر هيبته وكرامته، واستعادة المناهج التى ترهلت وتخلفت. أدع يادكتور شوقى لحوار قومى شامل لإنقاذ التعليم: أساتذة وطلابا ومناهج ومدارس!