بقلم د.أسامة الغزالي حرب
هذه خواطر طرأت على ذهنى وأنا أتابع الجدال الذى نشب فى فرنسا حول زى البحر المسمى «البوركينى» الذى صممته مسلمة استرالية، ليمكن المرأة المسلمة الملتزمة بالتمتع بالسباحة فى البحر (وبالمناسبة، أثيرت نفس المشكلة على شواطئ اسرائيل نتيجة ارتداء اليهوديات المحافظات للبوركينى وفقا لما اذاعته «بى بى سى» فى 3/9).
إن هذا الموضوع يتصل بقضية اكبر هى قضية الزى الاسلامى أو الحجاب الاسلامى، ولى هنا عدة ملاحظات:
اولا: ازياء خاصة برجال الدين فى كل الديانات: القسس المسيحيون والحاخامات اليهود والشيوخ المسلمون، ولكن هذا لا ينطبق على الناس العاديين المسيحى واليهودى والبوذى يلبسون جميعا ملابس لا ترتبط بديانتهم.
ثانيا: وبناء على ذلك فإن امين عام الامم المتحدة الأسبق يوثانت البوذى لم يكن يرتدى زيا بوذيا، ورجال الدولة فى البلاد الاوروبية لا يرتدون زيا مسيحيا، ولم يكن كيسنجر يلبس زيا يهوديا ولا أحمد زويل يرتدى زيا اسلاميا، والامر نفسه ينطبق على السيدات من تلك الاديان كلها.
ثالثا: التميز فى الملبس لا يرتبط فى الحقيقة بالدين ولكنه يرتبط بالعادات والتقاليد القومية والمحلية، فهناك الازياء القومية الهندية والصينية، والأزياء القومية الاوروبية بجنسيتها المختلفة، والازياء القومية فى اسبانيا وبلاد امريكا اللاتينية... الخ. الملبس ـ إذن ـ قضية ترتبط بالثقافة وليس بالدين.
رابعا: فيما يتعلق بالاسلام فهو بلا شك دعوة «عالمية» وهو ما أكده وافاض فى شرحه المفكر المصرى الكبير عباس العقاد. ودعوة الاسلام ـ وفقا للنص القرآنى تقول يا أيها الناس ولا تقول أيها العرب او المسلمون... الخ، وكذلك الحديث عن العالمين. ايضا فإن عالمية الاسلام والدعوة الاسلامية ترتبط بداهة بما تقره الآية الكريمة «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير» (الحجرات: 13)
فهل يتفق مع هذا فرض لباس واحد (الحجاب هذا) على تلك الشعوب والقبائل المختلفة... مجرد اجتهادات
التماس: استأذن القارىء الكريم فى إجازة لعشرة ايام بدءا من الغد 7/9 حتى 15/9 بمناسبة عيد الاضحى المبارك والسفر للخارج.
كل عام وأنتم بخير