بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
من هو د. فادى البطش؟ هو أستاذ هندسة جامعى فلسطينى شاب (35 عاما)، كان يعمل محاضرا فى إحدى جامعات كوالالمبور بماليزيا، تم اغتياله صباح يوم السبت الماضى (21/4). وطبقا لما أعلنته السلطات الماليزية، فإن اثنين من المسلحين يستقلان دراجة بخارية أطلقا عليه وابلا من الرصاص... «وعثرت الشرطة على 14 طلقة نارية فارغة فى موقع الحادث». وقال رئيس شرطة كوالالمبور..«بدأنا التحقيق فى الحادث من جميع الزوايا، وأعتقد أننا فى حاجة إلى التدقيق فى الأمر من كل جوانبه بعناية وعمق». ونسبت وكالة رويترز لنائب رئيس الوزراء الماليزى قوله :«إن منفذى اغتيال البطش هم على صلة باستخبارات أجنبية، وأنهم سيطلبون من الشرطة الدولية تعقبهم». حسنا...إننى أفهم هذه الجريمة على النحو التالى: أولا، أن عالما شابا عربيا- فلسطينيا اغتيل فى ماليزيا،..تلك خسارة فادحة بلاشك! ثانيا، لم يرد فى الأنباء على الإطلاق أن البطش كان يمارس عملا سياسيا فى كوالالمبور، ولكنه فقط كان يحاضر فى إحدى الجامعات بالمدينة... ولكن حماس اهتمت بالإشارة إلى أنه اغتيل «فى أثناء توجهه لصلاة الفجر» وكأن ذلك هو مناط عضويته فى حماس! وقد اهتمت حماس بأن تستثمر حادث الاغتيال الإجرامي، لترفع صور فادى كأحد أعضائها. ثالثا، إن من المنطقى تماما أن تتجه أصابع الاتهام إلى جهاز المخابرات الإسرائيلى (الموساد) ولكن حكومتها سارعت بنفى الاتهام، ورجح ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلى ارتباط الحادث بنزاع فلسطينى داخلي. ولكننى أعتقد أن الموساد هو المسئول عن اغتيال البطش، تماما مثلما كان مسئولا عن اغتيال قائمة طويلة من أبرز القيادات الفلسطينية. إن إسرئيل تنفي- كالعادة- تلك الجرائم الشائنة، ولكنها تسهم بعمق فى تعميق الكراهية والرفض لها، وكأنها ترسل رسالة تقول إن كراهيتكم لنا أمر مطلوب دائما..بل هى أحد أسباب وجودنا! وهى رسالة تتناقض بالطبع مع «السلام» الذى تدعو إليه ليل نهار!
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع