بقلم د.أسامة الغزالي حرب
أقصد هنا الأستاذ إبراهيم عابدين، الصحفى المصرى المخضرم، ابن وكالة أنباء الشرق الأوسط ، والذى عمل لسنوات طويلة مديرا لمكتب إذاعة «صوت أمريكا» فى القاهرة، وهى التجربة الخصبة التى سجلها فى كتابه الشيق «أنا والامريكان» الذى صدر فى عام 2007. غير اننى هنا لا اتحدث عن هذا الجانب الصحفي، وانما أتحدث عن إبراهيم عابدين باعتباره رئيسا منتخبا لمجلس الإدارة الحالى «للجمعية التعاونية للبناء والإسكان لمصايف الصحفيين» المنشأة وفقا لقواعد ونظم التعاونيات فى مصر، وتتبع الاتحاد العام للجمعيات التعاونية، وتدير «قرية الصحفيين» الواقعة عند الكيلو 82 طريق الاسكندرية ـ مطروح، على الساحل الشمالى.
لقد بنيت هذه القرية فى أواخر التسعينيات وفق طراز المهندس المعمارى المصرى الكبير الراحل حسن فتحى للعمارة البيئية ، على يد الصحفية الكبيرة الراحلة إبتسام الهوارى، وزملائها الأفاضل من الرواد الأوائل.غير ان إدارة هذه القرية ــ مثل العديد من القرى المماثلة ـ تعتمد على العمل الطوعى الجماعى، وهذا هو بيت القصيد فى حديثى هنا، فاعتقادى أن أحد عيوبنا القومية، بل ربما اخطرها جميعا، هو ضعف القدرة على العمل الجماعي، ولذلك كلما وجدنا نموذجا لهذا النمط من العمل، كان أدعى إلى تفاؤلنا و استبشارنا، خاصة إذا كان عملا طوعيا بحتا، وذلك هو ما يقدمه إبراهيم عابدين والفريق الذى يعمل معه. إن ابراهيم عابدين يقدم نموذجا للقائد الحريص على الحيدة والموضوعية والبعد عن المجاملات والتطبيق الصارم للقوانين و اللوائح ...إلخ ، وهى صفات قد لا تجد قبولا من البعض بفعل قيم و انماط سلوكية لا بد ان نعترف بوجودها، ولكن لا يصح فى النهاية إلا الصحيح! ما أحوجنا إلى أن نشجع ــ بلا إفرط او مبالغات أو إعلانات فجة ــ النماذج المشرفة للعمل الاهلى وقياداته المتمرسة الكفء ، التى يقدم إبراهيم عابدين- بلا شك- نموذجا لها، جديرا بكل احترام وتقدير.