توقيت القاهرة المحلي 07:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسى والخوف!

  مصر اليوم -

السياسى والخوف

بقلم د.أسامة الغزالي حرب

فى كلمته يوم الخميس الماضى (5 مايو) بالفرافرة، قال الرئيس السيسى انه عندما كان بعض المواطنين يرحبون به فى الإسكندرية هتف أحدهم «ما تخافش إحنا معاك»، وقال إنها كانت كلمة غريبة، مذكرا بمواقفه القوية والحاسمة المعروفة ضد الإخوان،
والتى انتهت بإزاحتهم تماما، و كرر السيسى عبارة أنه لا يخاف تسع مرات. غير أن هذا الموقف يغرى بطرح سؤال هام، وهو: هل يفترض ألا يخاف السياسي؟ إننى أعتقد أن ذلك الموقف من الرئيس السيسى يرتبط أساسا بخلفيته العسكرية، أكثر منه بهويته المدنية الحالية! فالعسكرى فضيلته الاساسية هى الشجاعة، اى عدم الخوف او التردد فى مواجهة المخاطر. أما السياسى فإن فضيلته الأساسية هى الحكمة، بما يرتبط بها من حذر ودهاء. الخوف يحمى السياسي، ولكن الخوف يشل العسكري. إذا تهور السياسى وتخلى عن الخوف و الحذر فإنه قد يخسر بل وقد يفقد حياته، ولكن إذا خاف العسكرى فهو يفقد قدرته على المبادرة ومباغتة العدو، ويكون عرضة للهزيمة والانكسار. وبالرغم من أن الحرب هى امتداد للسياسة- وفق المقولة الشائعة للمفكر الاستراتيجى الألمانى كلاوزفيتز- إلا ان قواعد الحرب وعواقب الفشل فيها،تختلف عن قواعد السياسة والفشل فيها. الفشل فى الحرب معناه الهزيمة، ومعناه الخسارة الكاملة، هى مباراة صفرية إما ان تنتصر أو تنهزم! ولذلك فهى تستلزم الشجاعة والإقدام، اى عدم الخوف! أما فى السياسة فإن الخوف يعبر عن الحيطة والحذر، ويعبر عن المرونة والقدرة على اتخاذ المواقف المتغيرة عبر سياسات الاحتواء او التكتل والمناورة.. إلخ و لذلك فعندما يقول الرئيس انه لا يخاف فهو يتحدث بخلفيته العسكرية أكثر من هويته السياسية.غير أنه-فى إدارة العملية السياسية - يكون الخوف، بمعنى الحذر و تقدير العواقب المحتملة، والتصرف وفق الظروف المتغيرة، فضيلة محمودة. ألم نسمع العبارة المأثورة عن السياسى العربى الداهية معاوية بن أبى سفيان عندما سئل عن سلوكه فى حكمه طوال اربعين سنة : «لو أن بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها». ذلك هو الخوف المشروع، او الحذر والحكمة والقدرة على المناورة. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسى والخوف السياسى والخوف



GMT 00:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الفسيخ وبيان الصحة!

GMT 05:24 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

GMT 00:26 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

يا وزيرة الثقافة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصواريخ بين الأدب والسياسة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon