بقلم - أسامة الغزالي حرب
مر يوم 11 فبراير أمس الأول بهدوء يختلف جذريا عن حالته منذ سبعة أعوام! لقد كان 11 فبراير عام 2011 هو اليوم الثامن عشر للثورة التى اندلعت فى 25 يناير، وكان هو اليوم الذى شهد- فى السادسة مساء بيان اللواء عمر سليمان الشهير والذى أعلن فيه قرار الرئيس مبارك «بالتخلى عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف القوات المسلحة بإدارة شئون البلاد». واعتقادي- وقد كنت مشاركا أساسيا فى ثورة يناير- أن 11 فبراير كان ببساطة الذروة التى بدأت بعدها الثورة فى الانحدار، الذى لم تصححه إلا ثورة 30 يونيو 2013. و لا أعرف إن كان أساتذة وباحثو العلوم السياسية والاجتماعية قد أعطوا لثورة يناير وما تلاها ما تستحقه من دراسة وتحليل اجتماعى وسياسى رصين، ولكنى أعتقد أن ذلك الانحدار الذى وقعت فيه الثورة رجع بالذات إلى أنها كانت ثورة تلقائية وعفوية، تبلورت قيادتها مع نمو حركتها. فلا شك فى الدور الذى لعبته «الجمعية الوطنية للتغيير» فى التمهيد للثورة، والدور الذى لعبته الأحزاب، ولكن الثورة كانت أولا وثانيا حركة شبابية احتجاجية على ممارسات بعض الأجهزة الأمنية، وهو ما دعاها للانطلاق فى «عيد الشرطة»، ومن المؤكد أن الشباب الذين انطلقوا لميدان التحرير من أنحاء القاهرة المختلفة لم يدر بخلدهم أن تتحول المظاهرة الكبرى فى الميدان إلى حركة ثورية إلا بعد أن تولدت فكرة أن يستمر الناس فى التظاهر فى الأيام التالية، حتى تحقق المظاهرات أهدافها، خاصة أن نموذج تونس كان حاضرا فى الأذهان. غير أن دوران عجلة الثورة أغرى الإخوان باللحاق بها والانقلاب على مبارك الذى حصلوا فى عهده على خمس مقاعد البرلمان! ثم هم أيضا من هرعوا للمجلس العسكرى ليكونوا ضمن لجنة تعديل الدستور. لقد تعثرت ثورة يناير، مثلما تعرضت أيضا للتشويه، ولكنها تظل انتفاضة سلمية عظيمة، أذهلت العالم كله، وهى مثل كل الانتفاضات والثورات لا تظهر آثارها كلها إلا بعد فترات طويل
نقلا عن الاهرام القاهريه