بقلم د.أسامة الغزالي حرب
بمناسبة الاهتمام الخاص الذي نوليه للأكل و الأطعمة في هذا الشهر الكريم, فضلا عن انتشار الموائد الخاصة والعامة وموائد الرحمن...إلخ أتحدث اليوم عن أشهر كتب الطبخ في مصر منذ أربعينيات القرن الماضي, والذي تحول إلي ما يكاد يكون تسمية عامة لأي كتاب للطهي, وهو كتاب أبلة نظيرة! إنها السيدة نظيرة نقولا التي ولدت في عام1902 ودرست في كلية التدبير المنزلي, ثم اختيرت في الرابعة والعشرين ضمن14 فتاة للإرسال في بعثة إلي بريطانيا لدراسة فن الطهي, في عام.1926 وبعد عودتها عينت مدرسة للتدبير المنزلي في المدرسة السنية للبنات. وعندما أعلنت وزارة التربية و التعليم في الأربعينيات عن مسابقة لتأليف كتاب في فن الطهي قامت نظيرة بالاشتراك مع زميلتها, التي درست ايضا في بريطانيا, بهية عثمان بتأليف كتاب أصول الطهي الذي فاز في المسايقة وطبع منه بعد ذلك العديد من الطبعات حتي وقتنا الحالي.لقد رحلت نظيرة نقولا عن عالمنا في عام1992 في التسعين من عمرها, و لكن لايزال اسمها وكتابها علامة عظيمة ومضيئة في كتب الطهي في مصر والعالم العربي. ومن حسن حظي أني أحوز نسخة من الطبعات الاولي لهذا الكتاب.إن كتب الطهي قديمة قدم الحضارات القديمة, وقرأت أن أقدمها يعود إلي الحضارة البابلية, ولا أعرف إن كانت للمصريين القدماء اسهامات مسجلة في هذا المجال. ولكن من الثابت أن هناك كتبا عن فن الطهي عرفتها الحضارات الاغريقية والرومانية والهندية والصينية... إلخ, كما تذخر مكتبات العالم المعاصر كله بكتب الطبخ الفرنسية والإيطالية والهندية والصينية والمكسيكية...إلخ. فإذا عدت للحديث عن كتاب أصول الطهي لأبلة نظيرة فإنني أقول إنه قدم مبكرا نسبيا اسهاما مصريا وعربيا متميزا في ذلك المجال, وانه كان عملا رائدا ما لبث أن تدفقت بعده عشرات الكتب في العالم العربي وفي مصر. تحية خاصة لذكري الراحلة العظيمة, بنت مصر, نظيرة نقولا.