بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لو سألتنى اليوم ـ ونحن فى نهاية عام 2024 ـ من هم العرب.. لقلت لك ـ بعد عمر طويل فى الدراسة والبحث السياسى، وتأمل الأحداث الجارية من حولنا ـ إنهم تلك الشعوب التى تعيش فى المنطقة الممتدة من الخليج (المسمى عالميا الفارسى، ونسميه نحن الخليج العربى) إلى شاطئ المحيط الأطلسى غربا...، والتى تتحدث اللغة العربية ـ التى هى لغة دينها، الإسلام، وإن كانت بلهجات محلية متباينة. لو سألتنى: هل يشكلون كيانا أو كتلة أو وحدة قومية متميزة أو متماسكة..؟ لقلت لك لا، إن بعضها ـ فى الأراضى الخصيبة- كانت فى الماضى دولا وكيانات ذات هويات مميزة، وبعضها ـ فى المناطق الصحراوية ـ كانت قبائل ذات عصبيات وتاريخ عريق. لو سألتنى: هل يشكلون أمة قومية واحدة... لقلت لك: لا، إطلاقا. وقد تعاجلنى بالسؤال... ولكن: ألا تعرف الأحاديث والخطب والحماس عن الأمة العربية والقومية العربية.. منذ أن تحدث نجيب عازورى عن يقظة الأمة العربية فى بداية القرن العشرين، إلى أن نادى جمال عبدالناصر بالوحدة العربية، بل وحاول تطبيقها فى 1958..؟ لقلت لك إن عازورى كان أساسا رافضا للسيطرة العثمانية على الأقطار العربية، ولم يدع إلى أمة أو قومية عربية. أما مناداة عبدالناصر بالقومية العربية ومحاولته لتحقيق الوحدة العربية.. فنحن جميعا نعرف ما آلت إليه! لو سألتنى: لماذا تقول هذا الكلام الآن... لماذ تتفلسف وتتقعر فى حديثك ذلك..؟ لقلت لك: انظر إلى مايحدث كل يوم فى غزة الآن وكل يوم منذ أكتوبر 2023 ومقتل أكثر من 45 ألف فلسطينى، وإصابة 108 آلاف، بينهم آلاف الأطفال علاوة على تدمير كل مظاهر الحياة والعمران فيها... التى استدعت صحوة الضمير فى بلدان العالم كلها... أما الأقطار العربية، التى تملك فعليا أدوات هائلة للتأثير والضغط فكأنها فى عالم آخر، وكل ماصدر عنها كان فقط من خلال منظمة الشجب والإدانة (الجامعة العربية!)، هل عرفت إذن لماذا أتساءل عن العرب؟