بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
بمناسبة ما كتبته أخيرا عن المسارح ودور الأوبرا وغيرها من الأدوات والوسائط الثقافية، مثل دور السينما والمكتبات العامة..إلخ ودورها فى نشر التنوير الثقافي، حدثنى الأخ والصديق العزيز السفير عبد الرؤوف الريدى رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة عما استخلصه من خبرته الطويلة حول الدور الحاسم الذى يمكن أن يلعبه المحافظون فى نشر الثقافة ودعمها فى محافظاتهم وأقاليمهم، خاصة من خلال دعم المكتبات العامة، التى تقوم بنفس الدور الذى سبق أن قامت به، قبل ثورة يوليو1952 مكتبات البلدية فى كل مديريات مصر، والتى تربى فى قاعاتها العديد من الكتاب والمثقفين والمهنيين. (بالنسبة لى لعبت مكتبة دار الكتب فى باب الخلق، وكذلك المكتبة الفرعية لها فى شبرا.، أدوارا لا تنسي) غير أن المكتبات العامة، شهدت طفرة كبيرة بفضل الجهد الكبير الذى قامت به السيدة سوزان مبارك. فى هذا السياق قام بعض المحافظين بأدوار مشهودة, يذكرنا السفير الريدى ببعض أمثلتها المشرفة. فهو لا ينسى الدور الرائع لمحافظ القاهرة الأسبق د. عبد الرحيم شحاتة فى إنشاء مكتبة الزاوية الحمراء على أطراف حى شبرا، والتى أسهم فى بنائها توفر قرض دنماركى بمساعدة د.عثمان محمد عثمان وزير التخطيط فى ذلك الوقت، وأصبحت مكتبة الزاوية الحمراء أكبر مكتبة عامة فى القاهرة، فى مكان كان مقلبا للقمامة! كما يذكر دور محافظ البحيرة الأسبق المرحوم محمد شعراوى فى افتتاح المكتبة العامة هناك مع تجديد مسرح وأوبرا دمنهور، ودور د.محمد البرادعى محافظ دمياط الأسبق فى إنشاء مكتبه مصر العامة بدمياط، ودور محافظ بور سعيد الأسبق اللواء مصطفى كامل فى إنشاء مكتبة مصر العامة فيها. هذه الأمثلة وغيرها تدلل على الدور المهم الذى يمكن أن يلعبه المحافظون ليس فقط فى ميدان البناء والإنجاز المادي، وإنما الأهم من ذلك فى ميادين الثقافة والفكر فى أقاليمهم، وحمايتها من مخاطر التطرف والإرهاب.
نقلا عن الاهرام القاهرية