بقلم د.أسامة الغزالي حرب
لم اتمكن صباح أول من أمس- الإثنين- من ارسال كلمتى للنشرصباح أمس- الثلاثاء- وأخبرت المشرف على صفحة الرأى،
الزميل العزيز محمد أبوالفضل بذلك، لينشر اعتذارا عن عدم الكتابة. واتصل بى بعض الأصدقاء متسائلين: لماذا لم ينشر العمود؟ و كان من الطبيعى أن تثار احتمالات وهواجس، ولكن السبب هو ببساطة أننى، وأنا أقضى بضعة أيام من رمضان فى رأس البر، داهمنى فى ذلك الصباح مغص كلوى حاد،منعنى من الكتابة. ولأننى صديق قديم للمغص الكلوى فى مراحل عمرى المختلفة، واعتدت على زياراته المفاجئة السخيفة، فإننى أتعرف عليه فور حدوثه! وأرغمتنى آلام المغص الحادة على التوقف عن كتابة الكلمة التى كنت قد اعددتها تعليقا على مهزلة الغش غير المسبوقة فى امتحانات الثانوية العامة، التى لا تزال معنا إلى نهاية هذا الشهر-يونيو...أما المغص الكلوى فإن حكاياتى معه كثيرة، وربما كانت أكثرها إثارة، هى ما حدث لى عندما فاجأنى فى أثناء زيارة لى للصين والتى كانت فرصة اجبارية أتعرف من خلالها على نظام الرعاية الصحية فى هذا البلد العظيم الكبير! ففى أواخر التسعينيات كنت فى زيارة للصين، وفاجأنى المغص فى منتصف الليل، ولم أجد طبيبا فى الفندق، وانتظرت مع آلامى حتى الصباح، واتصلت بالسفارة المصرية ببكين، فحضر على الفور سفيرنا هناك فى ذلك الحين، السفير محمود علام، فأخذنى بسيارته وسألته عن الطبيب الذى سوف نذهب إليه، فقال لا يوجد هنا اطباء خصوصيون، هنا فقط مستشفيات عامة،وسوف نذهب إلى اقرب مستشفى للفندق الذى تقيم فيه، مثل أى مواطن. وبالفعل وصلنا إلى مستشفى كبير (يشبه مستشفى المنيرة أو مستشفى الهلال...إلخ) واتجهنا إلى شباك التذاكر لندخل إلى مستشفى كبير، مبناه بسيط ولكنه منظم ونظيف للغاية، واستقبلنا طبيب - ممارس عام- طلب أشعة فأجريت على الفور فحولنى إلى أخصائية، فحصت الأشعة فحولتنى إلى طبيب آخر حجز لى سريرا فى عنبر واسع نظيف، رقدت فيه أتلقى بعض المحاليل والادوية، لأخرج معافا فى نهاية اليوم، بعد دفع مبلغ يقرب من ثمانين دولارا فى ذلك الحين!