بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
من أكثر مظاهر الدعاية الإسرائيلية والغربية سخافة ونفاقا وفجاجة، الوصف الذى يطلقه الكثير من وسائل إعلامهما على «حماس» بأنها منظمة «إرهابية»! فما هو الإرهاب؟ إنه نظريا، وببساطة شديدة شكل من أشكال العنف.. يختلف مثلا عن الضرب، وعن القتل وعن التعذيب.. إلخ. وأذكر أننى كتبت – منذ خمسين عاما – نعم، «خمسون عاما»!، فى عدد يونيو 1973 من مجلة «الكاتب» التى كان يرأس تحريرهاالصحفى الكبير الراحل الأستاذ أحمد عباس صالح - مقالا بعنوان «الإرهاب بين الثورة والثورة المضادة». فما هو معنى الإرهاب نظريا..؟ إنه أولا عنف رمزى، أى أنه عنف لا يقصد بذاته، بقدر ما يقصد به تخويف أو تحذير الآخرين الذين ينتمى إليهم من وقع عليه الإرهاب! والإرهاب ثانيا يتم لإحداث تأثير «سياسى» سواء بحشد القوى المتعاطفة مع قضية الثائر، أو لتخويف القوى المعادية. والإرهاب ثالثا يتم بوسائل غير معتادة، تختلف عن أنماط العنف المعتادة أو السائدة. الإرهاب علميا إذن ليس «شتيمة» بل هو وصف كما قلت لنوع من العنف السياسى . ولاشك فى أن من أبرز من استخدم الإرهاب – وبفجاجة وفظاعة بشعة يعرفها العالم كله- كانت العصابات اليهودية فى فلسطين، من 1924 إلى 1948. وما على أى باحث سوى أن يعود إلى أى مرجع تاريخى علمى ليقرأ بالتفصيل العمليات الإرهابية التى قامت بها عصابات الإرجون وليحى وهاجاناه والبلماخ سواء ضد قوات الانتداب البريطانى فى فلسطين، أو ضد عرب فلسطين. فاغتالوا الوزير البريطانى اللورد موين بالقاهرة فى 1944 وفجروا فندق الملك داود بالقدس عام 1946. ثم كان الإرهاب هو السلاح الأساسى لطرد الفلسطينيين من أرضهم عام 1948. أيها الإسرائيليون. أنتم أساتذة الإرهاب، وعلى أجيالكم الجديدة أن تعرف ذلك جيدا. فإذا استخدم الفلسطينيون الآن «الإرهاب» ضدكم، فهذا حقهم، بل وواجبهم، إنها ببساطة بضاعتكم ترد إليكم..!