بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
سعدت وتفاءلت كثيرا بالأنباء التى تصدرت صحف الأمس وقنواتنا الإعلامية عن توجيهات الرئيس السيسى بشأن رفع جودة وتنافسية التعليم الجامعى فى مصر، والتركيزعلى كفاءة المنتج الأكاديمى المصرى.. وذلك فى سياق الحديث عن اجتماع الرئيس، أمس الأول السبت، مع د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ود. ايمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى. إننى أتمنى أن تجد تلك التوجيهات طريقها للتطبيق الدقيق والكامل.. وأن تكون موضع متابعة جادة ومستمرة. لماذا..؟ لأن التعليم والتعليم العالى هما – ببساطة، وكما أكدت من قبل مرارا وتكرارا- الأداة أو الوسيلة التى يمكن بها إعداد وتأهيل وترقية الثروة والقوة الضاربة الأولى لمصر: أى قوتها البشرية، وهى قوة أتيقن أنها تحمل طاقة هائلة، ولكن فقط إذا أحسن إعدادها: تربية وتعليما وتدريبا! ومن خلال التعليم الجيد والكفء، يتحول تضخم وزيادة عدد السكان من عبء ثقيل، إلى رصيد هائل من القوة والطاقة! أليست لنا فى الصين والهند أسوة جديرة بالاقتداء..؟ إن عدد السكان فى كل من الصين والهند، يزيد على ألف وأربعمائة مليون، وكلاهما يشكل اليوم أكبر تحد اقتصادى للولايات المتحدة ولأوروبا الغربية، وكلاهما ثبت رايته فوق سطح القمر! إن قوة كل منهما تستند، ليس إلى ثروة ريعية نفطية أوغيرها، وإنما الى ثروة بشرية، أحسن إعدادها بالتعليم المتقدم والراقى. ألا يلفت نظرنا مثلا فى مصر – للأسف الشديد- أن 35% من الحاصلين على الثانوية العامة فى العام الدراسى الأخير (2022/2023) كانوا فى القسم الأدبى..؟ بل وأن نسبة كبيرة منهم كانت تطمح إلى دخول كليات «الإعلام»! التى تضخمت بدورها تضخما سرطانيا، على يد الجامعات الخاصة الساعية للربح.تلك كلها ظواهر تنال من المنتج التعليمى المصرى، التى تفاءلت كثيرا بتوجيهات الرئيس لرفع جودته وقدرته التنافسية، والتى أتمنى أن تجد طريقها للتطبيق الجاد.