بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
كيف نصف المظاهرات الاحتجاجبة التى شهدتها أخيرا بعض أهم الجامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها جامعات تكساس وييل وكولومبيا وساوثرن كاليفورنيا فى اليومين الماضيين، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة. لقد دعا الطلاب فى تلك المظاهرات إلى أن تسحب جامعاتهم مواردها المالية من الشركات والمؤسسات الإسرائيلية، أو تلك التى تستفيد من التعامل مع الاحتلال الإسرائيلى. ونصب طلاب كولومبيا مخيما احتجاجيا فى حرم الجامعة بنيويورك... وليس من المستبعد أن تمتد تلك الاحتجاجات إلى جامعات أخرى. ووفقا لما قرأته فقد اعتقلت الشرطة أعدادا كبيرة من أولئك الطلاب، كما أوقف العديد منهم عن الدراسة. ومع ذلك ، ليس هناك ما يشير إلى أن تلك الاحتجاجات سوف تتوقف ... بل هى على العكس قد تمتد لجامعات أخرى! كيف نصف تلك الاحتجاجات التى يقوم بها طلاب بعض من أكثر الجامعات تميزا فى العالم، أى من نخبة الشباب النابهين، والذين يمثلون كوادر وقادة المستقبل! إنهم لا يحتجون على متاعب اقتصادية يعانون منها ، ولا على مشاكل سياسية داخلية أو خارجية تواجهها بلادهم، ولا على قضية اجتماعية خلافية ...إلخ . إنهم يحتجون ويرفضون ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية تمارس ضد شعب بعيد عنهم ، ورأوا على شاشات التليفزيون ، وطالعوا فى الصحف، وفى السوشيال ميديا كيف نكل الإسرائيليون بغزة وأهلها: تقتيلا وتدميرا وترويعا وتشريدا ..و كيف دفن الأحياء تحت الرمال ، وكيف نزحت الجرافات آلاف الجثث ، وقصفت الطائرات عمدا المستشفيات وعربات الإسعاف، بل وجنازات الموتى! ما قام به طلاب تلك الجامعات كان تعبيرا نقيا عن ضميرهم ..، نعم الضمير ...ذلك الوازع الداخلى، الذى يرتقى بنفس الإنسان ومشاعره، ففزعوا وغضبوا وتظاهروا، ضد من تجردوا من مشاعرهم و ماتت ضمائرهم! تحية لطلاب تلك الجامعات و لموقفهم الإنسانى الرائع!.