بقلم د.أسامة الغزالي حرب
بمناسبة الأخبار التى تحتل عناوين الصحف اليوم فى مصر وفى ألمانيا عن الأزمة بين الحكومة المصرية ومؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، سوف احكى لكم تجربتى مع تلك المؤسسة حينما كنت رئيسا لحزب “الجبهة الديمقراطية” فى عام 2008. فى تلك الفترة علمنا- كحزب ليبرالى- أن مؤسسة فريدريش ناومان تهتم بدعم الثقافة الليبرالية فى المجتمعات التى تعمل فيها، ولكن لأننا حزب سياسى محظور علينا بحكم القانون التعامل مع المؤسسات الأجنبية، كان لا مفر من أن تقدم دعمها لجمعية أهلية مصرية، يمكن لنا بالطبع التعامل معها والاستفادة من خدماتها. وللعلم فإن الأحزاب الكبيرة فى ألمانيا لكل منها مؤسسته الثقافية والإجتماعية التى تقدم خدماتها فى العالم كله فمثلما ترتبط ناومان بالحزب الديمقراطى الليبرالى، هناك مؤسسة كونراد أديناور التى ترتبط بالحزب المسيحى الديمقراطى-أى حزب أنجيلا ميركل الحاكم اليوم فى ألمانيا اليوم، وهناك مؤسسة فريدريش إيبرت المرتبطة بالحزب الديمقراطى الاشتراكى(أو: الاجتماعى)، ثم هناك مؤسسة هانز زايدل المرتبطة بالحزب الاجتماعى المسيحى.
كل من هذه المؤسسات الأربعه لها فروع فى كثير من بلاد العالم تمارس فيها أنشطتها الثقافية والاجتماعية بما فى ذلك مصر بالطبع. أعود لأتحدث عن كيفية استفادتنا من الدعم الذى قدمته ناومان للجمعية الأهلية المشار إليها وأحكى عن مثال حدث بالفعل، فبناء على مقترحنا، وعلى التعاون مع وحدة الحزب بالاسماعيلية، تكفلت تلك الجمعية بنفقات إقامة ندوة تثقيفية للشباب فى أحد فنادق الاسماعيلية حضرها حوالى 50 أو 60 شابا و فتاة من أعضاء الحزب وأصدقائهم من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية.
سؤال: هل تدخلت ناومان فى أى شىء يتعلق بمضمون الندوة التى أعددناه نحن بالكامل؟ لا على الإطلاق. سؤال ثان: هل هناك فرصة لأى نوع من الفساد أو استغلال الأموال لإنفاق فى غير محله، بالقطع لا, لأن الألمان- لمن يعرفهم ويتعامل معهم- شديدو الصرامة والتقتير عندما يتعلق الأمر بالفلوس ورشد الانفاق! باختصار...”تطفيش” ناومان من مصر هو “انجاز”! يحسب للأمن المصرى وللبيروقراطية المصرية، وفضيحة تضاف إلى الفضائح الأخرى إياها.