بقلم د.أسامة الغزالي حرب
شهد هذا الاسبوع (الاحد الماضى 14/8/2016) الذكرى الثالثة لفض اعتصام الإخوان المسلمين فى محيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر عام 2013 وأذكر أننى كتبت بتاريخ 5/8/2013 أى قبل الفض بتسعة أيام مقالا بعنوان «رابعة: معركة الإخوان الأخيرة».
نعم، كانت بحق معركتهم الأخيرة و استعدوا لها بالسلاح الذى ثبت وجوده وتكديسه وسط المعتصمين. لقد كان هذا الاعتصام هو رد الفعل اليائس لثورة 30 يونيو التى رفض فيها الشعب حكم الإخوان، والتى وصفها د. البرادعى فى ذلك الحين بأنها ..«ليست ثورة جديدة، و لكنها تصحيح لثورة 25 يناير»، غير أن الإخوان اعتصموا فى ميدان رابعة، وكذلك فى ميدان النهضة بالجيزة. وتحولت منصة رابعة إلى منبر للتحريض، ليس على المواجهة السلمية، وإنما على العنف ضد الدولة، والذى بلغ أقصى صياغاته فى كلمة الإخوانى صفوت حجازى من على منصة رابعة: «إن آلاف المعتصمين يستعدون كل ليلة للاستشهاد فى سبيل الله، وحتى الذين يذهبون كل يوم إلى بيوتهم يتعمدون المجئ قبل صلاة الفجر للوقوف بصدورهم العارية ضد أى محاولة يحاولها الانقلابيون لفض الاعتصام» ومؤكدا أنه «ولا مليون سيسى يستطيع فض اعتصام رابعة»! غير أن رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت، د.حازم الببلاوى،أكد جدية الدولة فى فض الاعتصام، وقال د. البرادعى أنه إذا لم يكن هناك بديل عن استخدام القوة فى فض مظاهرات رابعة سنفعل ذلك فى حدود أقل الخسائر،.. وأن تطبيق القانون لا يحتاج إلى بحث». غير أننى أقول الآن، و بعد ثلاث سنوات من الواقعة، أنه من المؤكد أن أقل الخسائر كان لا يمكن أن يتم إلا بأسلوب ثورى طويل النفس، وليس بالاسلوب الأمنى. وقد سألت نفسى ماذا كان سيفعل زعيم مثل ماوتسى تونج أمام مثل هذا الاعتصام؟ كان بالتأكيد سوف يعتمد استراتيجية محكمة لحصار المكان، حتى ولو استلزم الأمر إخلاء كثير من الأبنية فى محيط الحصار لحرمان المعتصمين من أى إمدادات أو تموين، ولم يكن الوقت ليستغرق عدة أيام لخروجهم تدريجيا حتى النهاية. هذا حديث افتراضى تماما، ولكنه يعنى أنه فى مواجهة مثل تلك المواقف فإن الغلبة ينبغى أن تكون للحلول السياسية المبدعة طويلة النفس، وليس للحلول الأمنية. ولكن هذا للأسف لم يحدث، لتبقى للإخوان و حلفائهم مظلومية يرفعون معها أصابعهم الأربعة إياها، وهم لا يدركون أن تلك الأصابع الأربعة، بدون الإصبع الخامس، لا تستطيع أن تفعل شيئا!