بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أرجو ألا يزعل وألا يغضب بعض إخوتنا العرب، من هذه الكلمات الصريحة التى أؤكد أيضا أنها كلمات مخلصة، أقولها بحكم أخوتنا وعشمنا فى مشاعر العروبة والتضامن العربى! إنها كلمات تتعلق بالمحنة والكارثة غير المسبوقة التى تتعرض لها غزة، بل وفلسطين كلها اليوم، على نحو غير مسبوق فى تاريخ القضية الفلسطينية. إننى أتابع – منذ أحداث طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى ....رد الفعل الإسرائيلى، الذى فاق فى شدته وقسوته بعشرات – بل ومئات المرات - ما أحدثته عملية الطوفان! ولأن مصر هى البلد الوحيد الذى توجد له حدود مع قطاع غزة...، فهى تتحمل العبء الأساسى فى إغاثة القطاع، وتوصيل كل ما يحتاج إليه من بضائع وسلع وخدمات. وهى الآن تسعى لوضع نهاية لتلك المحنة، من خلال جهود مخلصة بدأنا نسمع عنها. ولكن... بكل إخلاص، وبكل صراحة... أين العرب .. أين ما كان يسمى القومية العربية.. التى أصبحت نسيا منسيا !إننى أعلم جيدا بيانات الشجب من الجامعة العربية، وأعلم أيضا أن بعض البلاد العربية أرسلت معوناتها المقدرة إلى غزة، ولكن ذلك فى الحقيقة، وبصراحة شديدة... أقل وأدنى بكثير مما يستطيع، ومما ينبغى أن يفعله العرب، خدمة للقضية التى اعتادوا على تسميتها بقضيتهم الأولى!...إزاء إسرائيل ...،والأهم من ذلك إزاء الولايات المتحدة الامريكية التى لا تراعى على الإطلاق العرب فى دعمها المطلق الحالى لإسرائيل. إن العرب يملكون بلا شك أسلحة كثيرة...، ولكنهم فقط يشكون للأمم المتحدة! وهم يذكرونى برد فعل مارجريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، عندما أبلغت باحتلال الأرجنتين جزر الفوكلاند التابعة لبريطانيا فى المحيط الهندى عام 1982، فقررت على الفور تجهيز حملة عسكرية لتحرير الجزيرة، رافضة الشكوى للأمم المتحدة قائلة إننى لست زعيما عربيا يستجدى حقوق بلاده فى نيويورك !