بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
إذا كان الاستقرار الذى تمتعت به مصر، وسط المشكلات والصراعات الإقليمية المحيطة بها، فى مقدمة عوامل إقبال الغالبية العظمى من المصريين على تجديد ولاية الرئيس السيسى، فإن تحقيق ذلك الاستقرار لم يكن سهلا على الإطلاق! فهل نتذكر هنا المواجهة الحاسمة للعنف السياسى الذى مارسه الإخوان المسلمون، وسعيهم للانقضاض على حكم مصر..، وهل ننسى الإعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس السابق د. محمد مرسى، والذى كشف عن النية المبيتة من جانب الإخوان -الذين كان مرسى مجرد متحدث باسمهم - لاحتكار الحكم و إزاحة كل القوى الوطنية من أمامهم؟ كانت الخطورة الداهمة لذلك التوجه الإخوانى، ليست فقط خلط السياسة بالدين، أو بتعبير أدق استخدام الدين، واستغلال التدين الفطرى للمصريين، ليس فقط للحكم استنادا لشرعية دينية، وإنما- وذلك هو الأسوأ – لشق الوحدة الوطنية الأزلية فى مصر، وإذكاء الفتنة الطائفية، ودق إسفين بين مسلمى مصر ومسيحييها! إننى شخصيا لا أنسى قط المشهد الذى رأيته فى ميدان باب الحديد فى إحدى الليالى التى سادها ظلام وإطفاء للأنوار عقب تفجر ثورة يناير، (التى نجح الإخوان فى التسلل إليها بعد أن تأكدوا من نجاحها!)، لمظاهرة لمجموعة منهم، بجلابيبهم المميزة، وهم يهتفون بصوت عال قوى: إسلامية....إسلامية! وكأن مصر كانت دولة كافرة! وهل ننسى بعد ذلك مؤامرة اعتصام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، كان من نتيجتها الفض الإجبارى للاعتصام، مع ماترتب عليه من ضحايا كثر؟!. وعلى الناحية الأخرى، وإقرارا وتأكيدا للوحدة الوطنية فى مصر، شارك الرئيس السيسى–لأول مرة- أقباط مصر فى احتفالهم بعيد الميلاد المجيد فى عام 2015 فى بادرة كانت هى الأولى فى تاريخ مصر، وكانت علامة مشرقة لا شك فيها على هويتنا المتفردة، التى جسدتها العبارة الخالدة: الدين لله، والوطن- مصر- للجميع!