بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
اليوم (31 ديسمبر 2023) هو نهاية ما أسميه، باقتناع كامل..."عام غزة"، سواء من منظور السياسة الإقليمية أو الدولية. حقا، إن ظهور اسم غزة على رأس الأنباء تم فقط فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، كرد فعل على وقوع «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر الماضى ... إلا أن ذلك الظهور كان طاغيا، ومؤثرا على نحو غير مسبوق، سواء فى تاريخ غزة أو فلسطين كلها، وشغلت أنباء غزة ووقائعها الدرامية والدموية،...العالم كله. وشهدنا مظاهرات واحتجاجات هائلة فى كل قارات العالم، بلا استثناء تدين الجرائم الإسرائيلية ضد شعب غزة. هل تعرفون عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل حتى اليوم، أى حتى آخر هذا العام ..؟ إنهم ـ وفق كل الإحصاءات الرسمية والموثقة دوليا- يقتربون من 22 ألف شهيد، غالبيتهم العظمى من النساء والاطفال! والمفارقة المدهشة، والمحزنة وذات الدلالة الخطيرة أيضا فى تقديرى، هى ـ وكما سبق أن قلت وكررت ـ أن الاهتمام «الخارجى» بمحنة غزة، ومعاناتها اللامحدودة من الإجرام الإسرائيلى فاق بكثير اهتمام أو اكتراث بعض «العرب»! من ناحية أخرى لم أستغرب كثيرا أن الدولة التى طالبت بتقديم شكوى ضد إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية كانت هى جنوب إفريقيا..! فإسرائيل كانت على صلة وثيقة بنظام الفصل العنصرى السابق، خاصة أن كليهما كان نموذجا للاستعمار الاستيطانى، الذى ينتهك ـ على نحو عنصرى فج ـ السكان الأصليين! وفى هذا السياق لفت نظرى أيضا ترشيح موقع مجلة «ديلى مافريك» الجنوب إفريقية للأبطال المدنيين فى غزة «الأطباء، والصحفيين، والعمال …إلخ» ليكونوا هم «شخصيات عام 2023» .
◙◙◙ بمناسبة بداية العام الجديد، أستاذن القارئ الكريم فى إجازة قصيرة أقضيها مع ابنتى التى تعمل فى خارج مصر، فهل هناك أعز من أن تزور ابنتك..؟ ...وكل عام وأنتم بخير!