بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
فى هذا الشهر- ديسمبر- تمر الذكرى الرابعة لوفاة أحد عمالقة الإخراج السينمائى المعاصر فى مصر الدكتور سمير سيف، الذى رحل عن دنيانا... هل نقول فجأة... ودون سابق إنذار فى عام 2019..؟ فهو لم يكن يعانى مثلا مرضا ما..، ولم يكن طاعنا فى السن..، ولكنه قضاء الله سبحانه وتعالى، ولا راد لقضاء الله! كان سمير فخرى سيف واحدا من تلاميذ فصل المتفوقين، الذى ضمّنا بين الاربعين الأوائل فى امتحان القبول للإعدادى بمنطقة شمال القاهرة فى عام 1959. كان سمير متميزا بالذات فى اللغة الإنجليزية. وظل هذا الفصل هونفسه تقريبا فى مدرسة شبرا الإعدادية، ثم فى التوفيقية الثانوية، بحى شبرا بشمال القاهرة. وعندما نجح بتفوق فى الثانوية العامة، كانت وجهته واضحة فى ذهنه، لا طب ولاهندسة ولا اقتصاد وسياسة... (من كليات القمة!) ولكنه معهد السينما الذى كان يحلم بالالتحاق به، ويعد نفسه له منذ أن كنا فى أولى إعدادى...نعم، فى أولى إعدادى! بل إن سمير كان يتحدث عن فكرة أول فيلم سوف يخرجه دائرة الانتقام! أخرج سمير 26 فيلما، و11 مسلسلا ومسرحيتين، وألف ووضع سيناريو وحوار خمسة أفلام. ورسخ سمير اسمه بجدارة بين مخرجى وفنانى مصر الكبار الذين نشأوا فى شبرا: (نجيب الريحانى- على الكسار- مارى منيب- فطين عبدالوهاب- سراج منير- داليدا- بليغ حمدى- سعاد حسنى- نبيلة عبيد.....وغيرهم كثيرون!). غير أن سمير توفى إثر نوبة قلبية مفاجئة ألمت به، فترك فراغا موحشا، وحزنا وألما عظيما لكل من عرفوه وعاشروه، خاصة زوجته المخلصة السيدة نينيت! إنها أحيانا تهاتفنى تحدثنى عن سمير، وكأنها تجد فى الحديث عنه سلوى وراحة وصبرا على فراق زوج و حبيب ...فما أروع مشاعر الحب والوفاء، و ما أقسى رحيل الأحبة!