بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هل هناك مفاجأة فى فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بفترة رئاسية ثالثة..؟ لا، على الإطلاق... ليس فقط لعدم وجود منافسين أقوياء فى الانتخابات ...، وإنما أيضا ـ وذلك هو الأهم ـ لحالة الاستقرار، أو (بالتعبير الأثير للرئيس الراحل أنور السادات)... لحالة الأمن والأمان التى تنعم بها مصر، وسط محيط الأزمات التى جرت، ولا تزال تجرى حولها، من الشرق والغرب والجنوب! ولننظر فقط بسرعة حولنا: فى الشرق، سواء فى غزة وفلسطين، والمواجهة الدامية بين حماس والاحتلال الإسرائيلى..، أو فى الصراع الطائفى المرير الطويل فى سوريا، وفى الغرب فى ليبيا والمنافسات المزمنة التى لاتزال محتدمة فيها بين أقاليمها المتصارعة منذ سقوط حكم القذافى! وفى الجنوب، فى السودان، والتهديد الخطير الذى يواجهه نظام الفريق البرهان، من ميليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والذى تسبب ـ ولايزال ـ فى مصرع وإصابة آلاف المواطنين السودانيين، فضلا عن شلل وتفكيك مؤسسات الدولة! إن مصر لا تنجو فقط والحمد لله من تلك المشكلات... وإنما تستضيف أيضا ـ على الرحب والسعة ـ الملايين من مواطنى تلك البلاد: من السودانيين، والسوريين، والليبيين، والفلسطينيين بين ربوعها، ووسط مدنها وقراها! ضيوفا كرماء، يمارسون حياتهم وأنشطتهم الإقتصادية! وهذا الاستقرار السياسى صاحبته جهود جبارة للتطوير الشامل للبنية الأساسية للاقتصاد المصرى، فعرفت مصر بوجه خاص طفرة غير مسبوقة ـ ربما منذ عهد محمد على ـ فى الطرق والكبارى والأنفاق والمحاور المرورية، من أقصاها إلى أقصاها، مما يسهم فى تنشيط وتحفيز العديد من أنشطة الصناعة والإنتاج والخدمات (وفى مقدمتها السياحة). إن هذا الاستقرار، الذى أصبحت مصر بموجبه واحة للأمن والأمان، والأمن والأمان كان فى تقديرى أول عوامل النجاح الكبير للرئيس السيسى فى تجديد ولايته، قبل أى جهود دعائية معتادة !