بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هذه كلمات، يختلط فيها الحزن والأسى، بالسخط والغضب، أكتبها تعليقا على أخبار وفاة 11 فتاة مصرية، فى عمر الزهور، يوم أمس الأول (الثلاثاء)! الأهرام (21/5).. وذلك فيما يبدو غالبا عدد مرشح للزيادة، لأن البحث لم يستكمل حتى كتابة الخبر. وفى الحقيقة، وللأسف الشديد، ليس هناك جديد فى مثل تلك الأخبار فى مصر! فنحن فى بلدنا العزيز، والحمد لله كثيرا، لا نعرف الصراعات العرقية ولا الدينية أو الطائفية التى تعرفها بلاد حولنا... شرقا وغربا وجنوبا! ولكننا نعانى مرضين آخرين كارثيين متلازمين! إنهما أيها السادة الإهمال والفساد! وقل ماشاء لك من مترادفات لوصف هاتين المصيبتين! فما الذى حدث فيما سمى مأساة معدية أبو غالب.؟ إنها معدية أى مركب نيلية مخصصة لنقل الأشخاص والسيارات والبضائع من شاطئ، لشاطئ مقابل قريب، فى وقت قصير، ذهابا وإيابا. كانت معدية أبو غالب تتنقل فى الرياح البحيرى فى النيل بين اشمون بمحافظة المنوفية، ومنشأة القناطر بمحافظة الجيزة. وصباح الثلاثاء كان على ظهر المعدية، فى مشوارها المعتاد، ميكروباص محمل بعدد من الفتيات، فى عمر الزهور، من قريتى سنتريس والقنطارين، بمركز أشمون - المنوفية، فى طريقهن المعتاد للعمل بإحدى المزارع بالجيزة، مقابل 120 ج. وعندما كانت المعدية وسط النيل نزل سائق الميكروباص منه، دون أن يثبت فراملها! هكذا ببساطة..! فسقط الميكروباص فورا من على سطح المعدية، لتبتلعه مياه النيل، بمن فيه من الفتيات البائسات فى لحظات. ثم نقرأ أن المعدية منتهية الترخيص ومحرر لها ثلاثة محاضر لإيقاف تشغيلها؟! وكالعادة... هرع محافظا المنوفية والجيزة إلى مكان الحادث، وأعلنت وزيرة التضامن صرف المساعدات...اما المتهمان الرئيسيان، واسمهما: الإهمال والفساد. فقد اختفيا وتوارا مؤقتا عن الأنظار!