بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
ضحكت وأنا أقرأ ما جاء فى بيان وزارة الصحة والسكان أمس، الذى دعت فيه المواطنين, بالتقليل على قدر الإمكان من تناول الفسيخ، وبررت ذلك بأن بعض الأنواع التى تباع قد يمثل خطرا داهما على صحتهم، وأوضحت الوزارة أن طريقة تحضير هذه الأنواع غير الصحية غالبا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية لقلة استخدام الملح بالفسيخ، وكذلك قد تستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء، والتى تكون قد نفقت وتعرضت لأشعة الشمس, وبدأت تنتفخ وتتحلل... ثم يضاف إليها بعد ذلك قليل من الملح، ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد 3 أو 4 أيام! وأوضحت الوزارة أن الخطر الذى يمثله تناول هذا النوع غير الصحى من الفسيخ قد يصل إلى الشلل التام أو الوفاة!.... إلخ... قرأت نص ذلك البيان وأعتقد أن الوزارة أصدرته لتحذير المواطنين من أكل الفسيخ دون مراعاة شروطه. وطبعا ضحكت لأن تحذير وزارة الصحة لن يمنع المصريين من تناول الفسيخ والإقبال عليه؛ لأنه عادة مصرية قديمة. ولاشك أن واجب وزارة الصحة فى هذه الحالات ليسس فقط التحذير من الإفراط فى أكل الفسيخ ولكن أيضا أن تطلب من المصريين أن يراعوا فى استهلاكهم وتناولهم للفسيخ الشروط الصحية السليمة، وأن ترشدهم إلى بعض السلوكيات التى تمنع احتمال الخطر.
ولاشك أن عادات المصريين فى تناول الفسيخ والسمك المملح لا ينفرد بها المصريون وحدهم, فالعادات الغذائية موجودة لدى كل الشعوب وفى كل الحضارات, فمثلا الفرنسيون يتلذذون بأكل الضفادع، ويتسلى الصينيون بالصراصير المقرمشة، ويتناول الكوريون شوربة الكلاب...... وغيرها من الأكلات التى تميز الشعوب ويقبل عليها الناس رغم التحذيرات.