بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
شالعدوان الإسرائيلى الوحشى الذى شنته، ولاتزال تشنه، إسرائيل على قطاع غزة، يكشف لنا كثيرا من الحقائق، التى ربما كان البعض منا قد نسيها- وأنا شخصيا منهم! – عن الطبيعة العنصرية المقيتة، السائدة فى إسرائيل، خاصة فى نظرتها إلى العرب من حولها. حقا، إن الإسرائيليين – أو على الأقل النخبة منهم- يفرقون بين المصريين والعرب...، خاصة أن مصر حاضرة بقوة فى التاريخ اليهودى، وفى الدين اليهودى! ولكن ليس ذلك هو موضوعنا! لقد استأثر العدوان الإسرائيلى على غزة، منذ ما بعد «طوفان الأقصى». فى 7 أكتوبر الماضى، حتى اليوم بمعظم اهتمامى، وأسعى لأن أتابع بدقة رد الفعل الإسرائيلى والدولى إزاءه. ذلك أمر مفهوم بالطبع وطنيا وسياسيا ومهنيا، إن بين ما جذب نظرى بشدة السمة العنصرية، المقيتة والمتعالية، بل والخطيرة... لقطاعات من الإسرائيليين، لا أستطيع أن أحدد نسبتهم بدقة، إزاء العرب، والتى أحيتها بلاشك هجمة طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى، وخلفت مشاعر عميقة بالخوف والكراهية أكبر مما نتصور. وسوف أسوق هنا مثالين من متابعتى، مؤخرا تغطية إذاعة البى بى سى لأحداث غزة. فى أولهما كان المذيع يحاور ثلاثة متحدثين..، أحدهم كانت صحفية إسرائيلية، بدأت حديثها بالإشارة إلى أعضاء حماس بكلمة الحيوانات البشرية فما كان من المذيع إلا ان أوقفها على الفور، وألغى مشاركتها فى الحلقة! وأما فى المرة الثانية فكانت حلقة شاهدتها أمس الأول استضاف فيها المذيع نور الدين زورقى ثلاثة ضيوف (المصرى العميد سمير راغب، والأردنى الأستاذ عريب الرنتاوى، والإسرائيلى إيتان عروسى).. وفيها فوجئ المذيع بالسيد عروسى يبدأ حديثه بالإشارة إلى ضرورة إزالة وتفريغ غزة من أهلها!.... المسألة أيها السادة أسوأ مما نتصور!